خلصت دراسة ألمانية جديدة إلى أن تغيّر المناخ يجعل الناس أكثر غضبا على الإنترنت، وقد ذكرت الدراسة أن ارتفاع درجة الحرارة أو انخفاضها بشكل كبير، يؤدي لزيادة خطاب الكراهية، على منصات التواصل الاجتماعي.. فكيف يمكن للمستجدات المرتبطة بالمناخ أن تتسبب زيادة في خطاب الكراهية؟.
توصل باحثو الدراسة التي أجراها معهد بوتسدام الألماني لأبحاث تأثير المناخ أن هناك مؤشرات بشأن مدى قدرة الناس على التكيف مع درجات الحرارة المرتفعة، فإذا ارتفعت درجات الحرارة بشدة أو انخفضت بشدة، تُسجل زيادة في خطاب الكراهية عبر الإنترنت، بصرف النظر عن الاختلافات الاجتماعية والاقتصادية أو الدين أو المعتقدات السياسية.
كما وجد الباحثون أن الكلام الذي يحض على الكراهية عبر الإنترنت زاد مع ارتفاع درجات الحرارة القصوى اليومية، فوق 21درجة مئوية وهي نقطة "الشعور الجيد"، وقد ارتفعت رسائل الكراهية بنسبة تصل إلى 22% في الأيام الحارة، مقارنة بمتوسط الكراهية عبر الإنترنت في أوقات الطقس المعتدل.
العلاقات الاجتماعية والتغيرات المناخية
قال رئيس قسم علم الاجتماع في جامعة حلوان الدكتور خالد عبد الفتاح في حديثه مع سكاي نيوز عربية "هناك ارتباطا وثيقا في الدراسات الاجتماعية بين طبيعة المناخ والحياة الاجتماعية عامة، فالطبيعة تشكل حياتنا الاجتماعية متأثرة بدرجة الحرارة وطبيعة الأرض التي يسكنها الناس، فالأرض بما تحتها وما عليها تضفي على حياتنا كبشر صياغة معينة بشكل ما، حيث تختلف الأنماط الاجتماعية بين البيئة الصحراوية والزراعية على سبيل المثال".
كما بين عبد الفتاح أن تغير في معدلات الحرارة كأحد المؤشرات المناخية البارزة من شأنه أن يضفي تأثيرا على الميول الإنسانية والعلاقات الاجتماعية، فهذه الدراسة تتحدث عن عينة اختبار في أميركا على درجة حرارة 30 درجة مئوية، في حين اذا أجريت هذه الدراسة في الصين مثلا فإن معدل الحرارة الذي يلاحظ فيه تأثر الخطاب على وسائل التواصل الاجتماعية تسجل ببلوغ الحرارة 35 درجة مئوية، وبالتالي الحرارة نفسها مرتبط بطبيعة المجتمعات الثقافية والمجتمعية".
كما اعتبر الدكتور خالد عبد الفتاح أن وعي الناس بتأثير المناخ على مزاجية البشر سواء داخل الأسرة أو العمل أو المجتمع عموما يجنب الناس الكثير من الصعوبات والمشاكل، فحالة الانزعاج مثلا في مجتمع عالي الكثافة مثل المجتمع المصري تختلف تبعاتها عن نفس هذه الحالة في مجتمع أقل كثافة أو أكثر وفرة في مستوى المعيشة".
وقال عبد الفتاح: "إن الجدير بالملاحظة في هذه الدراسة أنه يجد أخذ تأثير التغير المناخي على الإنسان بشكل جدي، فإذا ترك هذا الجانب دون معالجة سيلقي بضلاله حتما على حياتنا وعلاقات الاجتماعية".