يوافق 15 سبتمبر اليوم العالمي لسرطان الغدد اللمفاوية، وهو مناسبة يتم التأكيد فيها على أهمية التوعية بهذا المرض، والحاجة الملحّة لتحسين طرق التشخيص والعلاج.
فالجهاز اللمفاوي شبكة من الأوعية والغدد الحيوية تساعد على مكافحة العدوى وتطهّر الجسم من الفيروسات، وهو وأحد من أهم أجهزة الجسم التي تدافع عنه ضد العدوى ومرض السرطان. لكنّ هذا الجهاز قد لا يعمل بشكل جيد لدى بعض الناس، مما ينعكس سلبا على صحتهم ويؤدي للإصابة بالأمراض أو الالتهابات أو السرطان، حيث يعتبر سرطان الجهاز اللمفاوي واحد من أكثر سرطانات الدم شيوعا في العالم، وقد يبدأ في أي مكان في أنحاء الجسم وينتشر لباقي الأعضاء.
وبناء على ذلك تعتبر الحاجة الملحّة جدا للتشخيص الدقيق والمتطور وتحسين طرق الكشف عن سرطان الغدد اللمفاوية، خاصة بعد أن أثّرت جائحة كورونا على متابعة العلاج لبعض المرضى، كما أبطأت تتبُّع الأنواع الفرعية من هذا السرطان، مما ضاعف من نسبة انتشاره، خاصة بين الشباب. من هنا، تبرز أهمية تعزيز الجهود، لإعادة إحياء التوعية بسرطان الغدد اللمفاوية، عقب انحسار الجائحة.
اعرف عدوك واحذره
قال استشاري طب الأورام مهند دياب في حديث لـ"سكاي نيوز عربية" إن "الجهاز اللمفاوي هو عبارة عن شبكة قنوات وعقد داخل الإنسان مهمتها الدفاع عنه ضد الالتهابات والبكتيريا والفيروسات، وتعتبر المشكلة في الجهاز اللمفاوي أن الخلل فيه يمنحها أعراضا شبيهة بأعراض الالتهابات الفيروسية كالحرارة والتعرقات الليلية، وهذا السبب يؤخر عادة تشخيص هذا المرض عند المصابين به".
كما ذكر مهند دياب أن "سرطان الغدد اللمفاوية هو أشهر أنواع السرطانات الدموية، وهو نوعان هتسكن ولاهتسكن، حيث يعتبر توماس هتسكن أول من شخص وصف هذا المرض سنة 1832، حيث وضع توصيفا دقيقا له تحت المجهر وقد بات معروفا لدى الأطباء منذ ذلك الوقت".
وأشار دياب إلى أن مرض سرطان الغدد اللمفاوية صامت للغاية، وعادة ما يتم تشخيصه في مرحلة متأخرة لتشابه أعراضه مع أعراض الإصابات الفيروسية، وفي الغالب يتأتي المريض للعيادة بعد تناوله للمضادات الحيوية لمدة ثلاث أو أربع أشهر دون الاستفادة منها إطلاقا، وتكون العقد اللمفاوية متضخمة عنده على مستوى منطقة الرقبة والإبط مع تعرق ليلي وفقدان للوزن والشهية والإحساس بإرهاق، فيتم أخذ خزعة من هذه العقد اللمفاوية وإثبات وجود هذا النوع من السرطانات عن طريق الخزعة لا غير".
ودعا استشاري طب الأورام مهند دياب إلى التأكيد على التوعية بهذا المرض حيث قال "الجانب التوعوي مهم جدا في تعرف المرضى على هذا النوع من السرطانات وذهابهم لإجراء الفحوصات اللازمة وتلقي العلاجات المطلوبة مبكرا قبل أن تتفاقم حالاتهم وينتشر المرض ويصبح من الصعب السيطرة عليه، وهذا الدور الذي يقوم به الإعلام بشكل جيد".
كما بين دياب أن الشفاء قد يكون تاما ولا يعود المرض مجددا للمريض إذا تم اكتشاف إصابته به في مرحلة مبكرة، فالكشف المبكر السبيل الأنجع للخلاص من هذا النوع من السرطانات الدموية.
وبين مهند دياب ى سبل التداوي من هذا المرض قائلا "العلاج عادة يكون كيماويا، كما يتم منح المرضى أدوية مناعية حيث بات اليوم بالإمكان منح المرضى أدوية أقل سمية وآثار جانبية مقارنة بما كان في السابق، فالتقدم العلمي خدم الطب كثيرا في هذا الصدد، كما أن العلاج الإشعاعي ناجعا أيضا في هذا الصدد".