في الوقت الذي تواجه مصر ككل بلدان العالم آثارا سلبية ناتجة عن أزمة تغير المناخ العالمية، استنجد مالكو مزرعة "توليمة" الواقعة في محافظة البحيرة في دلتا مصر، بفكرة استخدام خيم زراعية آلية، خاضعة للمراقبة، لتتبُّع حالة المحاصيل ونموّها في كل دقيقة، وهي قادرة أيضا على التكيف مع التغير المناخي.
وتقوم هذه المزرعة على استخدام صوبات زراعية آلية، خاضعة للمراقبة، كما تعتمد أيضا تربة بديلة مصنوعة من ألياف جوز الهند، وحاويات بلاستيكية معاد تدويرها، لزراعة المحاصيل بتقنية الزراعة المائية، ومياه معاد تدويرها أيضا، كما يمكنها التحكم بمستويات الرطوبة.
مواصفات ومميزات
وقال مدير العمليات في المزرعة سيف محمد سلامة في حديثه عن أبرز مميزات هذه المزرعة: "نستعمل في هذه التجربة الزراعية تربة بديلة واسم منتجها (كوكو بيت) وهو عبارة عن شعيرات جوز الهند المطحونة والتي تسمح بنمو الزرع في مكان خال من الأمراض والأعفان والبكتيريا وخال من أي ضرر يمكن أن يكون سببه التربة نفسها.
وأضاف: "زيادة على ذلك نزرع منتجاتنا داخل أكياس مصنوعة من الزجاجات البلاستيكية المعاد تدويرها، وفي دائرة ماء مغلقة تسمح بالحافظة على 90 بالمئة من المياه المستخدمة عادة في عملية ري المزروعات".
كما بين مدير العمليات في المزرعة سيف محمد سلامة، أن مشروع الصوبات الزراعية يهدف إلى زيادة المحاصيل، وتوفير المياه والطاقة، على أصغر مساحة ممكنة، مع حرص أصحاب المزرعة التام على تجنب استخدام المواد الكيميائية الضارة، والحفاظ على نهج مستدام خال من المبيدات، كما تساهم هذه التقنية في الاستفادة القصوى من المساحة وزيادة العائد، وذلك مقارنةً بتقنيات الزراعة التقليدية.
ويشار إلى أن مزرعة "توليمة" والتي يعني اسمها هيا بنا نزرع بلغة البانتو، وتمتد على مساحة 25 ألف متر مربع، قد زُرعت سابقا بالطرق التقليدية قبل أن تتحول إلى مزرعة تستخدم تقنيات الزراعة المائية والعمودية، وتضم أيضا عددا من حاويات الزراعة العامودية، التي تسمح للمحاصيل بالنمو بشكل عامودي، للاستفادة القصوى من المساحة، واستهلاك أقل للمياه.
وفي هذا السياق، قالت زينة محمد سلامة مديرة التطوير "تعتبر الزراعة في طول 40 قدما في هذه الحاويات مساوية للزراعة على مساحة 2.5 فدان، بالإضافة إلى ما يترتب على هذه الزراعة الحديثة من محافظة على البيئة واستخدام فقط أسبوعيا حوالي 20 لتر ماء، كما تعمل هذه الحاويات بالطاقة الشمسية المستمدة من الألواح الموضوعة فوق الحاوية، ويمكن أيضا نقل هذه الزراعة لأي مكان في العالم في الصحراء في الصقيع أو في الثلج".
تكلفة مغرية
أكد أصحاب مزرعة" توليمة" أن التقنيات المتبعة في هذه المزرعة، تستهلك تكلفة مادية أقل، وتساعد على استهداف المزيد من العملاء بفضل عدم استخدام المبيدات الحشرية، هذا ما بينه الرئيس التنفيذي لمزارع "توليمة"، محمد سلامة حيث قال "قد يعتقد الناس أن سعر منتجنا سيكون عاليا جدا لأنه منتج خال من المبيدات، هو مزروع بتكنولوجيا متطورة، لكن العكس صحيح، ففي حقيقة الأمر التكنولوجيا تضغط على التكلفة وترفع الإنتاج من 10-15 ضعف، في نفس الرقعة الزراعية بنفس العمالة الموجودة".