يوظف الباحث التونسي، حامد ملاط، دراسته العلمية ونشاطه البيئي لحماية السلاحف البحرية من الانقراض، يدفعه إلى ذلك شغفه اللامحدود بالأحياء البحرية.
وملاط باحث في مجال العلوم البحرية بكلية العلوم بصفاقس وناشط ضمن الجمعيات المهتمة بالأحياء البحرية والحفاظ على المحيطات.
وتبدو علاقة حامد ملاط بالبحر وطيدة مثل الكثير من أبناء جيله، لكن الشاب البالغ من العمر 32 عاما يمتاز بشغفه اللامحدود بالأحياء البحرية والسلالات الحيوانية المعرضة لخطر الانقراض وخاصة السلحفاة البحرية.
ودفعه ذلك إلى تكريس حياته لحماية هذه الكائنات النادرة والانخراط في أنشطة جمعيات موازية لتخصصه المهني تعنى أساسا بالغوص في المحيطات ومعالجة السلاحف البحرية العالقة في شباك البحارين أو تلك التي تعرضت لاصطدامات قوية بمراكب الصيد.
ولع خاص بالمحيطات
وتحول حامد ملاط المولود بمحافظة القيروان وسط تونس في ظرف سنوات قليلة إلى مثال يحتذى به في دعم جهود الحفاظ على الأحياء البحرية في البلاد وصديق وفي للبيئة والمحيط ومدافع عن التنوع الطبيعي والبيولوجي في المياه.
وأصبح يشارك كل أنشطته البيئية مع معجبيه عبر منصات التواصل، كما انخرط في تقديم دورات للصيادين لتدريبهم على كيفية إنقاذ السلاحف وطرق معالجتها وإرجاعها إلى المياه في حال علقت بالشباك وخرجت للشاطئ.
ويروي حامد لموقع "سكاي نيوز عربية" قصته مع إنقاذ السلاحف وغيرها من الأحياء البحرية النادرة، قائلا: "شغفي بالعناية بالسلالات البحرية وخصوصا السلاحف يعود إلى سنوات طويلة ولكن منذ سنة 2014، عندما أنهيت مرحلة الإجازة في علوم الحياة والأرض بمحافظة المنستير، بدأت علاقتي بالبحر والكائنات البحرية تكبر مع التحاقي بجمعية أزرقنا الكبير".
ويضيف حامد أنه صقل موهبته هناك "خاصة في مجال الحفاظ على السلاحف البحرية، وفي سنة 2019 التحقت بكلية العلوم بصفاقس لمواصلة البحوث العلمية وذلك في إطار مشروع الحفاظ على السلاحف البحرية بخليج قابس والممول من طرف الاتحاد الأوروبي".
حياة بين البر والبحر
وبفضل نشاطه الطبيعي والبيئي أصبح حامد ملاط محل إشادة من السياح ومن جمعيات تونسية وأوروبية، تعنى بالحفاظ على السلالات البحرية وتمكنه من أن يكون سفيرا وصديقا للبيئة.
ويقول الشاب التونسي: "ساهمت في إنقاذ ما يقارب 125 سلحفاة بحرية مصابة أو عالقة عرضيا في شباك الصيد، مشروعنا أصبح رائدا في هذا المجال وبفضل فكرة العلوم التشاركية التي أنشأتها مع ثلة من الشباب الباحث، أصبح بإمكان أي شخص يجد سلحفاة بحرية على الشاطئ أو في وضع خطر أن يقوم بتصويرها ونشر الصورة في مجموعة خاصة على صفحة فيسبوك لنتولى نجدتها وإعادتها إلى البحر."
وتبدو حياة الشاب التونسي مقسومة بين البحر والبر بعد أن كبر عشقه لهذه الكائنات المسالمة، كما أنه بصدد تنفيذ مشروع بيئي شامل تحت اسم "دور العلوم التشاركية في حماية السلاحف البحرية".
ويرمي المشروع إلى إشراك جميع أطياف المجتمع المدني في الحفاظ على السلاحف البحرية.
ويقول ملاط: "السلاحف كثيرا ما تعلق عرضيا بشباك البحارين وبفضل الجهود المبذولة في تكوينهم أصبح البحار قادر على تخليص السلاحف والاتصال بنا، لنتسلمها منهم ونقوم بعلاجها بمركز رعاية السلاحف البحرية بكلية العلوم بصفاقس ثم نرجعها إلى المياه، عادة ما نمارس هذا النشاط في الأماكن اللاتي يكثر فيها السياح والمصطافون وذلك لتعريفهم بمدى أهمية الحفاظ على السلاحف البحرية وشرح دورها الإيكولوجي في الحفاظ على التوازن البيئي والبحري".
وكشف الباحث في البيولوجيا والعلوم البحرية نشاطه التطوعي مثل مصدر فخر له، مضيفا أن هذا المجال يحتاج إلى مزيد من الطاقات الشبابية والدعم المستمر.