أطلق تطبيق "سناب شات" ميزة جديدة تُمكّن الآباء من الرقابة على المحتوى الذي يصل إلى أبنائهم المراهقين.
وحملت الميزة الجديدة اسم"family center" أو "مركز العائلة"، وتسمح للآباء بمعرفة أصدقاء أبنائهم المراهقين على التطبيق، علاوة على الأشخاص الذين تبادلوا معهم الرسائل على مدار أسبوع، لكنها لا تسمح لهم بالاطلاع على محتوى تلك المحادثات، وذلك لإعطاء الآباء رؤى أفضل للمساعدة في حماية أولادهم بطرق لا تتنازل عن خصوصية المراهق.
ويتم تفعيل الميزة الجديدة بمجرد دعوة الآباء لأبنائهم إلى مركز العائلة الجديد داخل التطبيق، ويكون لدى المستلم الخيار في قبول أو رفض الدعوة.
وعن السر وراء إطلاق تطبيق "سناب شات" لأولى أدواته للرقابة الأبوية، قال خبير وسائل التواصل الاجتماعي محمد عادل، إنها جاءت "نزولا عند الانتقادات الحادة التي يتعرض لها سناب شات، والتي وصلت إلى قضايا مرفوعة على الشركة، بزعم تعرض المراهقين بالمنصة لمحتوى يضر بصحتهم النفسية والعقلية، لدرجة انتحار بعض المستخدمين".
وأضاف عادل في حديثه لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن "زيادة حدة الانتقادات التي تتعرض لها الشركة، تؤثر على سمعتها ومن ثم تخسر مع الوقت المزيد من المستخدمين، مما يؤثر على حجم الاستثمارات، وبالتالي الأرباح التي تستهدفها الشركة، علاوة على الأثر المباشر والذي يتسبب في دفع سناب شات لتعويضات ضخمة في حال خسارتها لتلك القضايا".
ولهذا تخطط شركة "سناب" لإطلاق ميزات جديدة بمضمار الرقابة الأبوية في الأشهر المقبلة، بما في ذلك إخطارات للآباء عندما يُبلغ المراهقون عن إساءة من مستخدم، حسب "رويترز".
لكن تلك الميزات "لن تؤثر كثيرا على الصحة النفسية والعقلية للمراهقين"، حسبما يعتقد خبير وسائل التواصل الاجتماعي عادل، الذي يرى أنها جاءت "لحفظ ماء وجه تطبيق التواصل الاجتماعي، لا أكثر ولا أقل".
وبيّن أن "التطبيق موجّه بشكل كبير لصغار السن، في حين لا يجيد كبار السن التعامل معه، ومن ثم كان ضروريا أن يسبق أدوات الرقابة الأبوية مواد توعوية للكبار في كيفية التعامل والتفاعل معه".
ما يشير إليه الخبير، أظهره استطلاع للرأي في أكتوبر الماضي، واستنتج أن "سناب شات" هو المنصة المفضلة بين المراهقين في الولايات المتحدة، ولا تزال شعبيته في ازدياد.
لم يكن "سناب شات" صاحب السبق في إطلاق خاصيات للرقابة الأبوية، حيث سبقته تطبيقات أخرى خلال السنوات الأخيرة، إذ أطلقت "فيسبوك" المالكة لتطبيقات "فيسبوك" و"واتساب" و"إنستغرام" أدوات على الشاكلة نفسها، بعد تعرضها لانتقادات بخصوص تأثيرها على الصحة النفسية والعقلية للمراهقين.
جدير بالذكر أن الكونغرس الأميركي بدأ نهاية العام الماضي، سلسلة تحقيقات مع "يوتيوب" و"تيك توك" و"سناب شات" بشأن سياسة حماية الأطفال، حيث واجههم بما يُثبت تعرض الفاعلين منهم على تلك المنصات للتنمر.
وكان لتلك التحقيقات أثر مباشر على شركة "سناب"، كلفتها خسارة قدرها 422 مليون دولار في تقرير أرباحها للربع الثاني، ما دفع سعر سهمها إلى الانخفاض بنسبة 39.2 بالمئة عند الإغلاق.