فيما يمكن اعتباره ثورة في عالم زراعة الأعضاء، تمكن الباحثون من إنتاج أجنة فئران اصطناعية من الخلايا الجذعية، مما أدى إلى إزالة الحاجة إلى الحيوانات المنوية والبويضات وحتى الرحم.
وتمكن الباحثون في معهد "وايزمان" للعلوم، من التوصل للنتائج بالاعتماد على أمرين، الأول يكمن بإعادة برمجة الخلايا الجذعية ما يسهل عملية تمييزها عن غيرها من الخلايا، والثاني ركز على تطوير جهاز يمكن الأجنة من النمو خارج الرحم.
ومن خلال الجمع بين التقنيتين، تمكن الفريق من تطوير بعض أجنة الفئران الاصطناعية في خطوة تعتبر الأكثر تقدما حتى الآن.
الخلايا الجذعية التي تم تمييزها عن غيرها، كانت محفوظة لعدة سنوات قبل ذلك، وتم تقسيمها إلى ثلاث مجموعات من شأنها أن تلعب أدوارا رئيسية في تطور الجنين.
احتوت إحدى المجموعات على خلايا يمكن أن تتطور إلى أعضاء جنينية، وعولج الاثنان الآخران بجينات لأنسجة خارج الجنين، بحيث كانت المشيمة لمجموعة، والكيس المحي للمجموعة الأخرى.
ثم تم خلط الأنواع الثلاثة من الخلايا معا في الرحم الاصطناعي، والذي يتحكم بعناية في الضغط وتبادل الأكسجين.
وبمجرد الدخول، تجمعت الأنواع الثلاثة من الخلايا معا لتشكل مجاميع، لديها القدرة على التطور إلى هياكل تشبه الجنين.
وكما كان متوقعا، فشلت الغالبية العظمى في تلك المرحلة، إلا أن 0.5 بالمئة فقط، أو 50 حالة من حوالي 10 آلاف، تتطورت بنجاح.
بدأت هذه المجموعات بتكوين كرات من الخلايا، وفي النهاية استطالت هياكل تشبه الأجنة الطبيعية، مكتملة بالمشيمة وأكياس الصفار.
وسمح لهم بالنمو لأكثر من ثمانية أيام، وهو ما يقرب من نصف فترة حمل الفأر، وبحلول هذه المرحلة تشكل قلب نابض، ودورة الخلايا الجذعية في الدم، ودماغ جيد الشكل وجهاز معوي، وبدايات العمود الفقري.
وعند الفحص الدقيق، وجد الفريق أن شكل الهياكل الداخلية وأنماط التعبير الجيني لهذه الأجنة الاصطناعية تتطابق مع تلك الطبيعية بنسبة 95 بالمئة.
ويقول الفريق إن هذه التقنية يمكن أن تساعد في تقليل الحاجة إلى التجارب على الحيوانات الحية، ويمكن أن تصبح في النهاية مصدرا وفيرا للأنسجة والأعضاء للزراعة.