خلصت دراسة جديدة إلى أن تناول ما يزيد على 20 في المئة من إجمالي السعرات الحرارية اليومية من الأطعمة الفائقة المعالجة يضع الشخص على طريق الإصابة بالتدهور المعرفي.

ونعرف جميعا أن الأطعمة الفائقة المعالجة، التي لا تحتاج أي جهد لإعدادها تمهيدا لأكلها، تسهّل حياتنا وتختصر علينا وقتا كثيرا.

وتضم الأطعمة الفائقة المعالجة الوجبات المعدة مسبقا مثل الحساء والبيتزا المجمدة والمشروبات الغازية والبسكويت وغيرها.

وتعرف الأطعمة الفائقة التصنيع على أنها مركبات صناعية من المواد الغذائية التي تحتوي على السكر والدهون والنشا والبروتينات المعزولة، وتحتوي على مواد النكهة والمستحلبات وصبغات الألوان.

لكن هذه الأطعمة ليست جيدة لصحتنا، بحسب دراسة جديدة نقلت تفاصيلها شبكة "سي إن إن" الأميركية، الأربعاء.

أطعمة معمرة.. تقفز فوق تاريخ صلاحيتها

وكانت دراسات سابقة أشارت إلى دور هذه الأطعمة في زيادة خطر الإصابة بـالسمنة وأمراض القلب والسكري، وحتى تقصير العمر.

والآن، خلصت دراسة حديثة إلى أن الإفراط في تناول الأطعمة الفائقة المعالجة يساهم في التدهور المعرفي بشكل عام، بما في ذلك مناطق في الدماغ المسؤولة عن المهام التنفيذية.

والتدهور المعرفي يشمل حالة عامة تصيب الدماغ بحيث تؤثر على القدرات المعرفية مثل الذاكرة والوعي وتراجع مهارات التفكير بشكل كبير. 

وقالت الدراسة إن الرجال والنساء الذين يتناولون هذا النوع من الأطعمة كان لديهم معدل أسرع بنسبة 28 في المئة من المعدل العالمي للتدهور المعرفي، ومعدل أسرع بنسبة 25 في المئة في انخفاض الوظائف التنفيذية، مقارنة مع الأشخاص الذين تناولوا كمية أقل من الأطعمة المصنعة.

أخبار ذات صلة

دراسة طبية تنفي فائدة شائعة لفيتامين "د"
تسبب الخرف.. أطعمة "خطيرة" تجنبها فورا

ويقول أستاذ علم الأعصاب بجامعة هارفرد، والذي لم يشارك في الدراسة، رودي تانزي: "بينما نحن في حاجة إلى مزيد من الدراسة والتكرار، إلا ان النتائج الجديدة مقنعة تماما وتؤكد الدور الحاسم للتغذية السليمة في الحفاظ على صحة الدماغ، وتقليل خطر الإصابة بمرض الدماغ مع تقدمنا في السن".

وأضاف أن المشكلة الرئيسية في الأطعمة الفائقة التصنيع هي أنها تحتوي على نسبة كبيرة جدا من السكر والدهون والملح، وكلها تفاقم من الالتهاب الجهازي، وربما يكون أكبر تهديد لصحة الجسم والدماغ في الشيخوخة.

وعرضت الدراسة، الاثنين، في المؤتمر الدولي لجمعية الزهايمر في سان دييغو، وتابعت الدراسة حالات أكثر من 10 آلاف برازيلي لمدة وصلت إلى 10 سنوات.

وكان نصف المشاركين في الدراسة من النساء، البيض أو الحاصلات على التعليم الجامعي، فيما يبلغ متوسط أعمار المشاركين في الدراسة 51 عاما.

وجرى إخضاع المشاركين في الدراسة لاختبارات المعرفية، مثل تذكر الكلمات والطلاقة الشفوية، وكانت هذه الاختبارات أجريت في بداية الدراسة ونهايتها، كما سئل المشاركون عن نظامهم الغذائي.

وقالت المؤلفة المشاركة في الدراسة، كلوديا سويموتو: "في البرازيل، تشكل الأطعمة الفائقة التجهيز 25-30 في المئة من إجمالي السعرات الحرارية التي يتناولها السكان، إذ لدينا الوجبات السريعة ونأكل الشوكولاتة والخبز الأبيض".

واعتبرت أن هذه النسبة لا تختلف كثيرا عما هو موجود في الدول الغربية الأخرى.