نجحت مصر، في إطلاق قمر اصطناعي جديد يستخدم لأغراض بث القنوات التلفزيونية والإذاعات الفضائية، وكذلك خدمة الإنترنت بتكنولوجيا حديثة فائقة التقدم، بحسب رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية للأقمار الاصطناعية، أحمد أنيس.
وأشار أحمد أنيس إلى أن "جميع المستفيدين سيتقبلون ترددات قنوات القمر الجديد، دون أي حاجة لعمل تغييرات في أجهزة الاستقبال لديهم".
وأوضح في تصريحات لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن عملية إطلاق القمر الاصطناعي الجديد، الذي يحمل اسم "نايل سات 301"، نجحت مساء الأربعاء، على متن الصاروخ "فالكون 9" التابع لشركة "سبيس إكس" الأميركية، في ولاية فلوريدا.
وشدد على أن عملية الإطلاق "تمت في تمام الساعة 11 و3 دقائق مساء بتوقيت القاهرة، واستغرقت عملية انفصال جسم القمر عن الصاروخ الذي يحمله مدة 32 دقيقة، وتم استقبال أول إشارة من القمر بعد 38 دقيقة من عملية الإطلاق، مما يعني أن القمر تحت السيطرة الكاملة".
واستطرد: "القمر الجديد تم إطلاقه إلى مدار مغاير للمدار المصري، حيث تم إطلاقه إلى المدار 10,5 درجات غرب، بينما المدار المصري الموجود به الأقمار القديمة هو 7 درجات غرب"، مشيرا إلى أنه سيتم تجريب ترددات القمر الجديد في المدار المغاير ثم نقله للمدار المصري، "حتى لا يحدث تداخل مع القمر القديم 201".
كما كشف أن "القمر الجديد حاليا تحت سيطرة 4 محطات لتشغيل الأقمار الاصطناعية، وهي محطة في كوريا الجنوبية وأخرى في إيطاليا وثالثة في فرنسا، إلى جانب محطة النايل سات في مصر بمدينة 6 أكتوبر".
وشدد على أنه "بعد الانتهاء من عمليات التجريب لترددات القمر الجديد، فإن مصر ستتسلم عملية السيطرة والتشغيل الكامل له بحلول 20 يوليو المقبل".
وأضاف أنيس: "التخطيط لإطلاق هذا القمر بدأ منذ عام 2016، لأن المنافسة أصبحت شرسة جدا في مجال الأقمار الاصطناعية، وأصبحنا نتكبد خسائر وكان لابد أن نبحث عن استثمارات جديدة في هذا المجال".
وتابع: "عام 2016 توصلنا إلى توقيع اتفاقية مهمة حصلنا بموجبها على حقوق سمحت لنا بالتوسع في مجال التسويق الفضائي، وبالتالي كان لابد من تحميل هذه الحقوق على قمر جديد، ومن هنا جاءت فكرة إطلاق القمر 301".
وأوضح أن "القمر نايل سات 201 ينتهي عمره الافتراضي في 2028، والقمر الجديد 301 يحل محله، وكان يمكن أن ننتظر بعض الوقت، لكن للأسف الحقوق الجديدة التي حصلنا عليها لم تكن ستنتظرنا، لأن الاتحاد الدولي للاتصالات الذي ينظم هذه الأمور، حينما تحصل على حقوق جديدة فليزمك بضرورة تشغيلها في فترة زمنية محددة".
واستكمل رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية للأقمار الاصطناعية حديثه، قائلا: "كان من الضروري أن نفكر في تصنيع قمر اصطناعي جديد لإطلاقه، ومن ثم استعنا باستشاري كبير متخصص من كندا، وتمت صناعة القمر من خلال شركة (تاليس إلينيا سبيس) الفرنسية، وقمنا بوضع التأمين الخاص به، حيث وقعنا 4 عقود".
وشملت تلك العقود: عقد خاص بالتصنيع مع الشركة الفرنسية، وعقد الإطلاق مع شركة "سبيس إكس" المملوكة للمياردير الأميركي إيلون ماسك، وعقد شركة التأمين على القمر، ثم عقد الاستشاري الكندي الذي رافق رحلة القمر من البداية للنهاية.
وأضاف أنيس: "امتيازات وحقوق التسويق التي حصلت عليها مصر انتهت مهلة تشغيلها العام الماضي، لكن تم التوصل مع الاتحاد الدولي للاتصالات إلى تمديد المهلة إلى سبتمبر المقبل، بسبب الظروف القهرية الخاصة بتفشي وباء كورونا، وبالتالي كان لابد من إطلاق القمر الجديد الآن".
وعن مميزات القمر الجديدة، قال: "أهم شيء هو تأمين والحفاظ على الاستثمارات الحالية الموجودة على القمر 201، وهي عبارة عن 26 قناة قمرية. الجديد في القمر الجديد هو حصولنا على ترددات تمكنا من تغطية منطقة جنوب إفريقيا بالكامل، فضلا عن تغطية منطقة حوض النيل، وهي منطقة جديدة ندخل إليها بالبث الفضائي".
واستكمل: "كما حصلنا على نوعية جديدة من القنوات القمرية تسمى WRC15، وهذه النوعية من القنوات قادرة على أن تؤمن نفسها ضد عمليات القرصنة، وتناسب من يعملون في مجال قنوات التلفزيون المدفوع".
وأوضح أنيس أنه "لا تغيير في ترددات القنوات الفضائية بعد إطلاق وتشغيل القمر الجديد"، وأن "كل المستفيدين لن يضطروا لعمل أي تغييرات بالنسبة لأجهزة الاستقبال الموجودة لديهم".
وأشار إلى أن "الشركة المصرية للأقمار الاصطناعية، هي المسؤولة عن نقل الترددات من القمر القديم للقمر الجديد، بنفس وضعها الحالي، ولن يشعر أي مواطن مصري أو عربي أو في أي مكان بأي تغيير".
وكشف أنه بالنسبة للترددات الجديدة WRC15 فهي الوحيدة التي تحتاج إلى "وصلة استقبال مختلفة" تم تصنيعها في الهيئة العربية للتصنيع، موضحا أنه "غير معني بها المستفيد العادي، إذ تخص الكيانات الكبيرة التي ستعمل على تشغيل قنوات مدفوعة، كوزارة التربية والتعليم التي تجري مفاوضات حاليا للحصول على حقوق تشغيل في منطقة الخليج ومناطق أخرى سيتم الكشف عنها قريبا، لأنها لم تنته بعد".
كما شدد على أن "القمر الجديد يملك تكنولوجيا حديثة هائلة ومتقدمة جدا"، كاشفا أن "بث الإنترنت لجمهورية مصر سيكون عن طريق قمرين في مدارين مختلفين".
وقال: "سيكون من خلال القمر 301، ومن خلال القمر (طيبة 1) التابع للشركة المصرية للتسويق الفضائي، الذي يعمل على توفير تغطية الإنترنت إلى بعض الدول العربية، وهذه نقلة نوعية كبيرة لمصر في هذا المجال".
وكشف أنيس كذلك أن "القمر الجديد سيوفر تغطية لخدمة الإنترنت بالمناطق النائية، من بينها حقول البترول، كحقل الغاز الذي ظهر في البحر المتوسط".
وأوضح أن خدمة الإنترنت من خلال القمر الجديدة، "ستكون بكفاءة أعلى وبتكلفة أقل، وسيتم توفير هذه الخدمة من خلال شركات وكيانات كبيرة ستتعاقد مع الشركة المصرية لتشغيل الأقمار الاصطناعية، وسيقوم الأفراد بالتعاقد مع تلك الشركات للحصول على الخدمة".