طور شاب مغربي مصباحا صديقا للبيئة، يعمل بمواد مستخلصة من الفوسفات الخام، دون الحاجة إلى مواد مضرة بالمناخ كالزئبق. وتمكن ياسين الطاهيري من الحصول على براءة اختراع، سجلها لدى المكتب المغربي للملكية الصناعية والتجارية منذ سنة 2020.
ويعد هذا الابتكار، الذي يدخل في إطار أطروحة للدكتوراه أعدها الباحث في العلوم التطبيقية بالرباط في فبراير 2022، خطوة نحو إنتاج مصابيح كهربائية مئة في المئة مغربية، ودخول غمار الصناعات النظيفة، في أفق الحد من الطاقات الملوثة للبيئة.
ابتكار صديق للبيئة
حول هذا الابتكار، يقول ياسين الطاهيري علوي: "لقد اشتغلت لمدة خمس سنوات للتحقق من فعالية هذه الطريقة الجديدة في الإنارة. الهدف الأساسي منها، هو الحصول على مصدر جديد للطاقة، لا يعتمد على مكونات كيماوية مضرة، حيث إن بعض المصابيح الكهربائية تحتوي على زئبق، ويصعب إعادة تدويرها نظرا لخطورتها، كما أنها قد تكون سامة عند تحطمها وتسبب مشاكل صحية للإنسان إذا تسربت إلى جهازه التنفسي".
وبحسب المتحدث فقد "تركز البحث بشكل رئيس على تصنيع مساحيق باعثة للإضاءة تتكون أساسا من 'هيدروكسي أباتيت' مُنشط بتركيزات مختلفة من بعض العناصر الأرضية النادرة. ومن أجل خفض تكلفة تطوير المواد الباعثة للإنارة، تم إعداد 'هيدروكسي أباتيت' طبيعي باستعمال الفوسفات المغربي الخام حيث قمنا بتنشيط بلوراته بتركيزات منخفضة من التيربيوم واللانتانيوم باستعمال تقنية التبادل الأيوني".
وقد تمكن الباحث بهذه الطريقة من الحصول على نتيجة مبشرة بحيث تمكن من الحصول على مؤشرات لونية حمراء وخضراء، وهما لونان يدخلان في تكوين اللون الأبيض.
ويقول الباحث، في حديث مع "سكاي نيوز عربية": "لقد قمنا بداية بتصنيع مساحيق منشطة بعنصر اليوروبيوم وذلك باستخدام طريقة الترسيب المشترك، حيث أظهرت نتائج المؤشرات اللونية أن المواد المنتجة لها ميل تطوري للانبعاثات نحو اللون الأحمر الفاتح. وتعتبر هذه النتيجة واعدة للغاية، نظراً لغياب انبعاث اللون الأحمر في المصابيح ذات اللون الأبيض والموجودة حالياً في السوق مما يحد من استعمالها في مجال الإضاءة. كما أظهرت نتائج المؤشرات اللونية المحصل عليها أن المواد المنتجة لها ميل تطوري للانبعاثات في مجال اللون الأخضر اللامع".
استعمالات أخرى
وكشف الطاهيري أيضا أن "جميع النتائج المحصل عليها لها شأن كبير في جعلنا نهتم بتطوير مواد الإنارة على أساس الهيدروكسي أباتيت المنشط بالعناصر الأرضية النادرة؛ وذلك بهدف تطبيقاتها في مجال التصوير الحيوي الطبي، وكذا استخداماتها في إنتاج الصمامات الثنائيات الباعثة للضوء المعروفة باسم (LED) كمصابيح بديلة قيد التطوير حاليًا. فبالفعل، الجمع بين المواد المصنعة في هذا العمل (الانبعاث في مجال اللون الأحمر والأخضر) داخل صمام ثنائي أزرق سيسمح لنا بتصنيع صمام ثنائي قادر على بعث إضاءة بيضاء عالية الجودة".
وأشار الخبير المغربي إلى أن هذه الخطوة العلمية التي تستند إلى مادة الفوسفات الطبيعية، تحتاج إلى دعم لكي ترى النور، وستمكن المغرب الذي يتوفر على أكبر احتياطي في العالم من هذه المادة من استغلالها على أكمل وجه، مساهمة منه في تصنيع منتجات تحترم البيئة.
تجدر الإشارة إلى أن المغرب أطلق خطة للتحول الطاقي، تروم الحد من التلوث الذي يساهم في الاحتباس الحراري، بالإضافة إلى دعم المبادرات التي ترمي إلى الحفاظ على البيئة وإيجاد بدائل للطاقات الأحفورية.