لم تكن أسواق الأسماك والدواجن في جميع أنحاء مدينة البصرة العراقية مزدحمة في أي وقت مضى مثلما هي الآن، مع لجوء المواطنين لبدائل عن اللحوم بسبب مخاوف من انتشار حمى القرم-الكونجو النزفية بين الماشية.
وقال أحد المواطنين واسمه عادل سامي "بالآونة الأخيرة ظهرت الحمى النزفية بالأبقار واللحوم وصار إقبال شديد على الأسماك والأسماك البحرية والدجاج بصوره عامة لأنه إحنا بالوقت الحاضر بالبيت قطعنا نشتري لحم بسبب هذا الوباء".
وأشار حمزه ستار وهو بائع سمك إلى تزايد الإقبال على الأسماك. "صار إقبال على سوق السمك من بعد هذا المرض صار إقبال على سوق السمك وصار عدنا سحب يعني الكميات أكثر قبل مثلا كنا نبيع باليوم 25 إلى 30 كيلو صار عدنا سحب 70 إلى 80 كيلو، صار إقبال رغم يوجد ارتفاع بالأسعار لكن يوجد سحب على سوق السمك وعلى سوق الدجاج".
تقول السلطات العراقية إنها اتخذت إجراءات للحد من انتشار المرض الذي تسبب في 120 حالة إصابة و20 وفاة منذ مارس، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة.
وعلى الرغم من هذه الجهود المبذولة، التي تشمل حملات تطهير وندوات تثقيفية للمزارعين، يقول الناس إنهم ما زالوا يخشون شراء اللحوم مثل عقيل باهيج الذي قال "اللحم قللنا 80 بالمية 90 بالمية، قللنا اللحم. توجهنا على السمك لكن السمك غالي السمك لأن اللحم نخاف من عنده ما نتوجه للحم اتجهنا للسمك السمك هسه هم غالي بس شنسوي لازم نشتري".
تم اكتشاف الفيروس لأول مرة في العراق عام 1979، وينتقل عن طريق القراد الذي يلدغ الحيوانات والتي قد تنقل المرض بعد ذلك إلى البشر عن طريق التعامل المباشر معها أو تناول لحومها.
وقال باسم أبو علي صاحب محل جزارة "شددنا الإجراءات يعني حتى على سلامة العاملين الكفوف صارت واجبة مية بالمية، الكمامات الأمور الوقائيه كامله حقيقة، هو هذا المرض أول ما يصيب القصاب لأن القصاب بتلامس تام مع الدم والجروح إلي بيده فهو أول من تنقل إليه المرض".
يتسبب المرض في حدوث نزيف من عدة أماكن بالجسم ويمكن أن تكون معدلات الوفاة مرتفعة جدا.
لكن السلطات تحاول طمأنة المواطنين، مع تشجيع أولئك المعرضين لخطر الإصابة به على اتخاذ الإجراءات المناسبة.
وقالت المهندسة الزراعية سماح عبد العالي من مديرية زراعة البصرة "هناك عزوف المواطنين عن شراء اللحوم نتيجة ظهور مرض الحمى النزفية وكان البدائل هو اتجاه المواطن نحو شراء الأسماك وكذلك الدجاج ولله الحمد إحنا نطمن المواطن ونأكد عليه أن اللحوم غير خطرة على صحة الإنسان إذا تم التعامل معها بشكل صحيح".
وأوضحت سماح أنهم يلعبون "دورا مهما" في حملات التطهير.
وأضافت "إن لمديرية زراعة البصرة دور مهم وبارز في هذه الحملات برش وتغطيس الحيوانات، لأصحاب الحيوانات طبعا كان هناك دورات وندوات توعوية وثقافية للمربين تم من خلالها تأكيد المربين على تنظيف حظائرهم بشكل مستمر وكذلك التأكيد عليهم عدم جزر الحيوانات بصورة عشوائية".