قدرت دراسة أميركية حديثة أن أكثر من 170 مليون شخص ولدوا في الولايات المتحدة وكانوا بالغين في عام 2015 تعرضوا لمستويات ضارة من عنصر الرصاص وهم في مرحلة الطفولة.
واستخدم الباحثون بيانات مستوى الرصاص في الدم، والتعداد السكاني واستهلاك البنزين المحتوي على الرصاص لفحص مدى انتشار التعرض للرصاص في مرحلة الطفولة المبكرة خلال الفترة بين 1940 و2015.
وفي ورقة نشرت في محاضر الأكاديمية الوطنية للعلوم، الاثنين، ذكر الباحثون أن نصف سكان الولايات المتحدة البالغين في عام 2015 تعرضوا مستويات من الرصاص تتجاوز 5 ميكروغرام لكل ديسيلتر، وهي النسبة التي تمثل العتبة التي حددتها مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها، للتعرض الضار للرصاص في ذلك الوقت.
واكتشف العلماء من جامعة ولاية فلوريدا وجامعة ديوك أيضا أن 90 بالمئة من الأطفال الذين ولدوا في الولايات المتحدة بين عامي 1950 و1981 لديهم مستويات الرصاص في الدم أعلى من عتبة مراكز مكافحة الأمراض.
ووجد الباحثون تأثيرا كبيرا على التطور المعرفي، حيث أدى التعرض للرصاص في مرحلة الطفولة المبكرة إلى انخفاض 2.6 نقطة في معدل الذكاء، في المتوسط.
وفحص الباحثون فقط التعرض للرصاص الناجم عن البنزين المحتوي على الرصاص، وهو الشكل السائد للتعرض من الأربعينيات إلى أواخر الثمانينيات من القرن الماضي، بحسب بيانات هيئة المسح الجيولوجي الأميركية.
وتم التخلص التدريجي من البنزين المخصص للمركبات والمحتوي على الرصاص بداية من السبعينيات، ثم تم حظره أخيرا في عام 1996.
قال المؤلف الرئيسي للدراسة مايكل ماكفارلاند الأستاذ المشارك في علم الاجتماع بجامعة ولاية فلوريدا، إن نتائج الدراسة كانت "مثيرة للغضب" لأنه كان معروفا منذ فترة طويلة أن التعرض للرصاص ضار، بناء على أدلة غير مؤكدة عن التأثيرات الصحية للرصاص عبر التاريخ.
على الرغم من أن الولايات المتحدة قد نفذت لوائح أكثر صرامة لحماية الأميركيين من التسمم بالرصاص خلال العقود الأخيرة، إلا أن الآثار الصحية العامة للتعرض للرصاص قد تستمر لعدة عقود حسبما ذكر خبراء لأسوشيتدبرس.
وقالت مديرة برامج في منظمة الأمم المتحدة للطفولة أبهيت سليمان: "التعرض للرصاص في مرحلة الطفولة ليس هنا والآن فقط. سيؤثر ذلك على صحتك مدى الحياة".
ويقول الخبراء إنه من المعروف أن التعرض للرصاص في مرحلة الطفولة المبكرة له تأثيرات عديدة على التطور المعرفي، لكنه يزيد كذلك من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب.
من جهته، قال تيد شوابا الباحث في جامعة تكساس أوستن الذي يدرس علم نفس الشخصية ولم يشارك في الدراسة الجديدة: "أعتقد أن الارتباط بمعدل الذكاء أكبر مما كنا نظن وهو كبير بشكل مذهل".