يمتلك موقع "فيسبوك" 3 مزايا تجعله يطمئن إلى قدرته على الاستمرار، ولو على المدى القصير، في منافسته مع المنصّات التفاعلية الجديدة، رغم الاستبيان الذي أظهر أنّه بدأ يفقد بريقه بين المُراهقين والشّبان.
ووفق خبراء في وسائل التّواصُل الاجتماعي في حديثهم لموقع "سكاي نيوز عربية"، فهذه المزايا هي عدد المُشتركين واستحواذه على منصّات جذّابة مثل "إنستجرام" و"واتسآب"، وأنّه ما زال المنصّة الأكثر جاذبيّة للفئة الأكبر سنًّا التي تمتلك القوّة الشرائيّة.
وقبل أيام، نشر موقع "بايبر ساندلر" الأميركي، استبيانًا شمل 10 آلاف مراهق أميركي، أظهر أنّ 2 بالمئة فقط مِن بين المُراهقين يُفضّلون استخدام "فيسبوك"، وقال 35 بالمئة مِن المُراهقين إنّهم يُفضّلون "سناب شات" و30 بالمئة يُفضّلون "تيك توك" و22 بالمئة يُفضّلون "إنستجرام".
3 مليارات مُشترك
الخبير في وسائل التواصُل الاجتماعي، فادي رمزي، يرجع ذلك إلى أنّ ظهور المنصات الأخرى التي أثّرت على منصة "فيسبوك" بعد أن جذبت شريحة كبيرة مِن المُراهقين لأنّها اعتمدت على محتوى أكثر جاذبيّة.
وضرب مثلًا بأنّه منذ انطلاق "تيك توك" بسياسة الفيديوهات السّريعة، أجبر المنصّات على السّير خلفه حتّى إنّ منصّة "اليوتيوب" الشهيرة بالفيديوهات الطويلة، أطلقت خدمة "يوتيوب شورتز" للحاق بركب المنافسة.
وتتّفق معه المُتخصّصة في مواقع التواصل الاجتماعي، هديل شحاتة، بقولها إنّ المنصات تستثمر الظّهور والمزاحمة في السوق، وجاء "تيك توك" تحدّيًا للجميع.
غير أنّها اعتبرت أنّه رغم أنّ 2 بالمئة فقط مِن المُراهقين ينضمون إلى فيسبوك، فإنّه ما زال يحتفظ بالريادة بوجود 3 مليارات مشترك نشطين شهريًّا، في ظلّ التحديثات المُستمرّة وامتلاكه منصّتي "إنستجرام" و"واتسآب".
وفي تقدير شحاتة، فمنصّة "سناب شات" هي مَن أطلقت الثورة في أوساط المراهقين لسهولة استخدامه ووجود محتوى فيديو تفاعلي وقصير، وهو ما يجذب الفئات التي لا تفضّل المنشورات على "فيسبوك" وتراه مُملًّا.
وعلى خُطى "سناب شات"، سارت المنصّات الأخرى التي استثمرت في "الفيديوهات القصيرة"، مثل "يوتيوب" و"بنتريست" الخاصّ بالصّور و"إنستجرام"، وإن ظلّ في هذه الخدمة تطبيق "تيك توك" مُحتفظًا بقوّته لاعتماده على فيديوهات الترند والأغاني والرّقص وشرائه تطبيق "ميوزكلي"، حسب المُتحدّثة ذاتها.
تحدّيات مُقلقة
وأظهرت مُستندات مُسرّبة مِن بحثٍ قامت به شركة "فيسبوك"، انخفاض الوقت الذي يقضيه مُستخدموها المُراهقون الأميركيّون بنسبة 16 بالمئة، بينما يستمرّ انخفاض عدد الشباب البالغين في الاشتراك.
ويُفسّر الخبير في وسائل التواصُل الاجتماعي، فادي رمزي، الأمر بأن "فيسبوك" لا يركّز على فئة، فهو منصّة عامّة، ويمكن وضع صور ونصوص وفيديوهات، كما أنّه يقع تحت ضغطٍ رهيبٍ لاستخدامه في أخبار ومعلومات مُضلّلة، ومنها ما يخصّ الوصفات الطبية و"كورونا".
وقبل أشهر، خرجت فرانسيس هاوغن، المديرة السابقة في "فيسبوك"، لتقول إنّ الشركة تعطي الأولوية للأرباح على حساب الأشخاص، وقدّمت تقارير للكونجرس بأنّها تسعى إلى إثارة الجدل لزيادة المُتابعين، ولا تحذف كُلّ الأخبار المغلوطة وهو ما زاد في نفور بعض المُستخدمين.
وحسب رمزي فإنّ تقريرًا لمعهد "رويترز" للإعلام يُشير إلى تراجُع الناشرين عن الإنفاق في "فيسبوك" و"تويتر" مقابل زيادة الإنفاق على المنصّات المنافسة، وإن رأى أنّ إحجام المُراهقين لن يُؤثّر على المدى القصير، خاصّةً أنّ منصة "إنستجرام" تابعة لـ"فيسبوك".