نجح باحث مصري مشارك في مرحلة ما بعد الدكتوراه بمركز "هاملين"، للجراحة الروبوتية في جامعة "إمبريال كوليدج" بلندن، في ابتكار منصّة روبوتية آمنة لاستخدامها في عمليات القلب والجلطات والسكتات والعيوب الخلقية.
وقال محمد عبد العزيز، الذي حصل جراء ابتكاره على جائزة مبتكرون "دون 35 عاما" العالمية لعام 2021، وهي جائزة عالمية تنظمّها مؤسسة إم آي تي الأميركية، إنَّ الروبوت يتميز بالعديد من الوظائف وسهولة الاستخدام وقلة المخاطر.
وأشار عبد العزيز في حوار خاص لموقع سكاي نيوز عربية إنَّ المنصّة الروبوتية تساهم في تسهيل عمل الجراحين داخل غرف العمليات لمرضى القلب والأوعية الدموية.
الأشعة السينية
وأوضح أنَّ المنصّة قادرة على الحد من المخاطر التي يتعرض لها الأطباء داخل العمليات، لأنّهم مُعرَّضين لمشاكل في الجهاز الهضمي.
وفسَّر ذلك بقوله: "الجرّاحون مُضطرّون لارتداء مئزر رصاصي (مريّلة واقية) للحد من أضرار الأشعة السينية التي يتعرضوا لها".
واستطرد عبد العزيز: "الجهاز (المنصّة الروبوتية) يتكون من عنصرين رئيسين، روبوت خالي من المعادن (بلاستيك) يعمل بالھواء المضغوط، ويثبت على سرير العمليات بجانب المريض، قادر على التحكم بالأنبوبة والسلك داخل شرايين المريض وبدقة عالية".
وتابع: "العنصر الثاني هو جهاز يساعد الجراحين على التحكم بالروبوت عن بعد، وذلك يضمن عدم التعرض للأشعة السينية بنسبة عالية".
وعن تسجيل براءة الاختراع في مصر قال: "إن براءات الاختراع المتعلقة بالمشروع والمشاريع الأخرى التي يعمل عليها حاليًّا، أغلبها مُسجَّلة في إنجلترا، وأمريكا وأوروبا عامةً، وفي بعض الأحيان الصين".
ولفت إلى أن "اختيار الدول يتم وفقا للشركة التي تشتري أو ترخص براءة الاختراع من الجامعة التابع لها"، مشيرا إلى أن الجامعة هي المالك الحصري لبراءة الاختراع، ولذلك من الصعب على المخترع أن يتدخل في عملية الاختيار".
موتور كهرباء
وعن الصعوبات التي واجهها حتى يكون الجهاز على نفس مستوى الأجهزة الحديثة الموجودة حاليا، وأضاف: "كان هناك مشكلة في كيفية التسهيل على الجراح والطاقم الطبي لتجهيز الروبوت في وقت قصير وبدون تعقيد، في ظل أهميّة تقليل استخدامه داخل العمليات".
وبيّن عبد العزيز: "كان هدفنا استخدام الروبوت داخل جهاز الرنين المغناطيسي، ولكن وجدنا صعوبة في استخدام مواتير كهرباء لأنها مصنعة من معادن"، موضحا أنَّ "عملية استخدام المعادن داخل الرنين المغناطيسي قد تسبب تبعات خطيرة".
وتخطى الباحث المصري وفريق بحثه تلك الأزمة عن طريق تصميم مواتير تعمل بالهواء المضغوط من الصفر، باستخدام تكنولوجيا "طباعة ثلاثية الأبعاد" وهذا كان التحدي الأصعب.
وفي ختام حديثه مع موقع "سكاي نيوز عربية"؛ تمنى محمد عبد العزيز ترك بصمة بالمجال الطبّي، ومساعدة الجراحين في علاج المرضى بدقة أكبر وبتفاوت أقل فيما بينهم، وأن يكون مصدر إلهام لمبتكري وباحثي المستقبل مثلما كان لديه أشخاص كثيرة كانوا ومازالوا مصدر إلهام له".