تمكن طبيب مصري من اختراع أداة تساهم في تسهيل عمليات قسطرة القلب، وتوفر الكثير من الوقت والجهد والتكاليف المادية والمخاطر الصحية.
الدكتور محمد الطحلاوي، وهو أستاذ مساعد بجامعة الزقازيق، واستشاري قلب وقسطرة وقلب أطفال، ابتكر بالونا طبيا يستخدم في عمليات القسطرة وتوسيع الشرايين، ويتميز بتمتعه بالمرونة والكفاءة في التعامل مع مختلف أنواع الشرايين، وحالات التكلس.
مشاكل القسطرة
يقول الطحلاوي، وهو عضو اللجان الوطنية بأكاديمية البحث العلمي، وحاصل على بعثة الدكتوراة من فرنسا: "بحكم عملي كأستاذ في جراحة القلب نواجه مشاكل في التعامل مع بعض الحالات خلال إجراء العمليات الجراحية الخاصة بتوسيع الشرايين، فنحن نستخدم بالونات ذات قدرات ضغط مختلفة وقطر مختلف بحسب مساحة الشريان ونسبة التكلس فيه".
واستطرد موضحا أن هذا يجعل الأطباء يستخدمون "أكثر من بالون مختلف في كل حالة"، مضيفا: "كما نستخدم الصبغة بشكل مكثف، مما قد يسبب ضررا لكلية المريض، فضلا عن تعرض الطبيب والمريض معا لنسبة عالية من الأشعة بسبب الوقت الطويل داخل غرف العمليات في محاولة توسيع الشرايين واستخدام بالونات مختلفة".
وتابع في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية": "بعض الحالات تكون ضيقة من جهة وواسعة من جهة أخرى، مما قد يصيب الشريان بضرر أو قطع في الجزء السليم، وأحيانا لا يكون للبالون تأثير على الشريان بسبب عدم ملاءمته له، وهنا تمكنت من ابتكار بالون طبي قادر على التعامل مع مختلف أنواع الشرايين والتكلسات".
فكرة البالون الطبي
وبيّن الطحلاوي الحاصل على جائزة الدولة التشجيعية للعلوم الطبية 2013/1204، وعلى جائزة الأفراد والهيئات 2017 أن "هذا البالون متعدد الاستخدامات ويقلل من الاستخدام الكثيف للصبغة ولا يسبب أي أضرار للشرايين، مما يقلل التكلفة المادية ويوفر حماية للمريض، ويمكن أن يفيد من يحتاجون لدعامة فيما وظائف الكلى لديهم مرتفعة، لأن كثرة استخدام الصبغة قد تؤدي لحدوث فشل كلوي حتى لو الكمية المستخدمة قليلة".
واستطرد: "تم تسجيل براءة الاختراع في مصر وحصلت على شهادة بها، وأقوم حاليا بتسجيل براءة الاختراع في عدد من الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة والهند واليابان، لحماية هذا الاختراع من الاستغلال".
وأشار الطحلاوي إلى أن وزارة البحث العلمي تدعم المخترعين بشدة للوصول لابتكاراتهم، لكنهم بعد ذلك يواجهون مشكلة في عملية التصنيع.
وقال: "في حالة ابتكاري أواجه مشكلة عدم وجود تقنية لإنتاج الدعامات والأدوات الخاصة بعمليات القلب، فمعظم الشركات العاملة في مصر والشرق الأوسط لا تمتلك التقنية اللازمة لإنتاج مثل هذه الأدوات، التي تحتاج لوقت طويل لاستخراج التراخيص اللازمة، مما جعلني أتواصل مع بعض الشركات الأميركية والهندية التي تقوم في الوقت الحالي بدراسة هذا الابتكار، لكني في النهاية أريد تنفيذه في مصر".
"مجلس المبعوثين"
واقترح الطحلاوي حلا لما اعتبرها "أزمة البعثات الخارجية"، بسبب "بقاء عدد من المبعوثين في دول الابتعاث دون عودتهم لمصر وتقديم ما تعلموه فيها، أو مواجهة البيروقراطية أحيانا".
والحل الذي اقترحه الطبيب هو إنشاء "مجلس للمبعوثين" تحت إشراف مباشر من رئاسة الجمهورية، مضيفا: "أقترح تقليص عدد المبعوثين، فالمبعوث الواحد يكلف الدولة 4 ملايين جنيه، وفي حال إرسال 10 باحثين تكون التكلفة 40 مليون جنيه في المجال الواحد، لذا أقترح تقليص العدد لمبعوثين اثنين فقط وتوفير باقي النفقات لإنشاء معامل وبنية تحتية في مصر".
وأشار إلى أن هذا سيساعد العائدين على "تطبيق ماتعلموه، ونقل التكنولوجيا والخبرات لمتدربين مصريين، مما يوسع دائرة المستفيدين ويؤسسة بنية تستفيد منها الدولة المصرية بشكل واسع".
وتابع: "يتم إنشاء (مجلس المبعوثين) تحت إشراف مباشر من رئاسة الجمهورية للتواصل مع الوزارات المختلفة وتطبيق الابتكارات العلمية التي يتم التواصل إليها بالتنسيق المباشر مع الوزارات المختلفة، مما يجعل البحوث العلمية غير حبيسة الأدراج، لأن هذا المجلس سيستمد قوته من رئاسة الجمهورية".