في خطوة جديدة مذهلة لكل المهتمين بتاريخ "التطور"، أنشأ عالمان من جامعتي أكسفورد وإمبريال كوليدج لندن، أول شجرة شاملة للتطور تسجل أوراقها نحو 2.2 مليون كائن حي.

وأصبح الآن بمقدور المهتمين بالتاريخ التطوري للكائنات الحية، الدخول إلى الموقع الإلكتروني التفاعلي "OneZoom" واستكشاف العلاقات بين جميع أنواع الكائنات الحية المسجلة لدى العلماء.

وعلى مدار نحو 10 سنوات، أنجز هذا المشروع الضخم عالم الأحياء التطوري، يان وونغ، من جامعة أكسفورد، وعمل إلى جانبه جيمس روزينديل، الباحث في التنوع البيولوجي في إمبريال كوليدج لندن، ووثق العالمان مشروعهما في ورقة بحثية نُشرت قبل أيام في مجلة Methods in Ecology and Evolution.

ويقول وونغ: "موقع الويب الذي دشناه يسمح للناس بالعثور على الكائنات الحية المفضلة لديهم، ومعرفة كيف يربطهم التاريخ التطوري معا، لإنشاء شجرة عملاقة لجميع أشكال الحياة على الأرض".

من جانبه، يقول روزينديل، إنه وزميله يأملان من وراء جهودهما بـ"تقديم طريقة جديدة تماما للناس، لتقدير التاريخ التطوري واتساع الحياة على الأرض بكل جمالها".

ويضيف: "قد تشعر للوهلة الأولى أن مليوني نوع عدد أكبر من أن تتخيله؛ حيث لا يمكن لأي متحف أو حديقة حيوانات استيعابها جميعا، لكن أداتنا يمكن أن تساعد في تمثيل جميع أنواع الكائنات على الأرض وتسمح للجمهور بتتبع تاريخها".

أخبار ذات صلة

الكشف عن أول نوع حشرات ينقرض بسبب البشر بأميركا

بيانات وافية

وتمثل كل ورقة على شجرة التطور، أحد أنواع الكائنات الحية؛ وتحتوي الورقة على الأسماء العلمية والشائعة للأنواع، وبالنقر فوق الاسم يعرض قائمة بالخيارات للحصول على مزيد من المعلومات، بما في ذلك المعلومات التي يقدمها موقع ويكيبديا، و"موسوعة الحياة"، كما يمكن الوصول إلى المعلومات الجينية.

يتم أيضا ترميز الأوراق باللون الأخضر إلى الأحمر لتوضيح مدى تعرض كل نوع للانقراض، لكن العديد من الأوراق تظل رمادية اللون، مما يشير إلى ندرة المعلومات المتوفرة عن تلك الأنواع.

ويتم تصنيف الكائنات وفقا لعلاقاتها الجينية بين بعضها البعض (علم السلالات) بدلا من التصنيف التقليدي، لذلك فهو يعكس التاريخ التطوري بشكل أفضل.

أخبار ذات صلة

اتفاقيات المناخ.. تاريخ من القمم لمواجهة التحديات البيئية

ومن بين المميزات الممتعة في الموقع الإلكتروني، وجود مؤشر شعبية الأنواع؛ حيث يأتي البشر في المقدمة، فيما كان الذئب الرمادي النوع الثاني الأكثر شعبية، وهو النوع الذي يشمل جميع الكلاب الأليفة، بينما كان القنب أكثر النباتات شعبية، يأتي بعده الكرنب.

ويقول الباحثان إنهما "عملا بجد لجعل الشجرة سهلة الاستكشاف للجميع"، كما أن هناك المزيد من الأبحاث التي يتعين عليهما القيام بها، آملين أيضا في أن يكون هذا الجهد بمثابة "رسالة قوية مفادها أن التنوع البيولوجي مهدد بشكل كبير".