كشف اللواء محمود الرشيدي مساعد وزير الداخلية المصري الأسبق للمعلومات، عن الآليات التي تعتمد عليها جماعة الإخوان الإرهابية بتوظيف تقنيات الجيل الخامس والتكنولوجيا الحديثة بوجه عام في حربها ضد الدول، بهدف ضرب الاستقرار ونزع الثقة بين المواطنين والمؤسسات الحكومية.
وفي حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، قال الرشيدي إن "التقنيات الحديثة باتت أهمية قصوى على المستوى الدولي، لأنها أداة لتحقيق التنمية المستدامة للدول، وضمان الأمن والاستقرار للأفراد، ولكن بشرط أن يتم استخدامها في الأغراض المشروعة وفق القوانين الخاصة بكل دولة".
وأضاف أن الاعتماد على التقنيات الحديثة "بات ضرورة مُلحَّة خاصة في ظل التداعيات الخاصة بجائحة كورونا وفرض قيود على التباعد الاجتماعي، وأصبح الإنترنت بتقنياته المختلفة وسيلة مثلى للتعامل اليومي أو العمل، وبالطبع زادت نسب استخدامه والاعتماد عليه بشكل مطلق في مختلف الدول".
وبيّن الخبير الأمني المصري أن الجماعات الإرهابية تستغل هذه التقنيات في مخططاتها المشبوهة، عن طريق توظيفها بطرق غير شرعية، خاصة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي التي تستخدم في إدارة حرب معلوماتية شرسة لبث الفتن والشائعات والتحريض ضد مؤسسات الدولة، وتصدير حالة من الإحباط واليأس لدى المواطنين، لنزع الثقة بينهم وبين قياداتهم السياسية.
وأوضح الرشيدي أن جماعة الإخوان الإرهابية "لجأت خلال الفترة الماضية، إلى استخدام كافة التقنيات التكنولوجية الحديثة التي يمتلكونها والتي هي في متناول أيديهم، من شركات إعلامية، أو مؤسسات دعائية لفبركة أي أخبار مغلوطة حول الأوضاع العامة في مصر، بغرض ضرب الاستقرار، مستغلين في ذلك التقنيات الحديثة وتكنولوجيا الجيلين الرابع والخامس من الاتصالات".
وحول الآلية التي تعتمد عليها الجماعة في فبركة التسجيلات الصوتية، قال الرشيدي إنه "بداية مما حدث من تسريبات مفبركة مؤخرا، تمكنت السلطات المصرية من كشفها، وهذا إن دل على شيء فهو يدل على الجهل والسطحية وحالة اليأس التي وصلت إليها تلك الجماعة، من سوء فهم وسوء ترتيب وضحالة علمية أثبتتها أجهزة الأمن، بما تمتلكه من تقنيات حديثة كاشفة لتلك الحيل الخبيثة".
كذلك أشار الرشيدي إلى أن جماعة "الإخوان" تعتمد أيضا على الأدوات التقنية "لفبركة الأخبار والأحداث مثل التظاهرات أو المحادثات الصوتية لشخصيات عامة، عن طريق تسجيل نبرة الصوت ثم إعادة التسجيل بكلمات أخرى تخدم السياقات التي يستهدفونها، ولكن في الوقت ذاته تمتلك مصر نظما على قدر عال جدا من التطور والدقة، وهو ما يمكّنها من كشف هذه المخططات والتصدي لها".
حروب الجيل الخامس
وفيما يتعلق باستغلال جماعة "الإخوان" الإرهابية لتقنيات الجيل الخامس وتوظيفها في مخططاتها لضرب الاستقرار، وتشويه الأنظمة في عدد من الدول العربية، حذر مفتي مصر الدكتور شوقي علام في تصريحات أعقبت كشف السلطات المصرية محاولة إخوانية لتزييف تسجيلات صوتية لأشخاص ادعوا أنهم يعملون بجهات سيادية، من أن "الجماعة التخريبية تراهن على تضليل وعي الشعب باستخدام أدوات حروب الجيل الخامس".
وكشفت وزارة الداخلية المصرية، الاثنين، حقيقة تسجيل صوتي مسرب لبعض الأشخاص ادعوا عملهم بجهات سيادية، وتربحهم باستغلال مناصبهم، وروجت له مواقع إخوانية خلال الأيام الماضية.
وقالت وزارة الداخلية المصرية في بيان إنه "انطلاقا مـن جهـود وزارة الداخلية في حماية البلاد من المخططات الإجرامية التي تضطلع الكيانات المعادية، خاصة تنظيم الإخوان الإرهابي، بالترويج لها، والتي تستهدف المساس بأمن الوطن والنيل من مقدراته، من خلال ترويج الشائعات والأخبار المغلوطة بهدف إثارة البلبلة في أوساط المواطنين، وتشويه صورة مؤسسات الدولة أمام الرأي العام".