فاز فريق أردني بالبطولة الإفريقية العربية للبرمجيات وطرق الحل المنهجي لطلاب الجامعات، في دورتها الخامسة والعشرين على مستوى البلاد العربية وقارة إفريقيا "ACPC 2021"، التي عقدت في مدينة الأقصر جنوبي مصر.
المسابقة شارك فيها ما يقرب من ألف طالب من عدة دول عربية، مقسمون إلى 130 فريقا.
وكانت الميدالية الذهبية من نصيب فريق من جامعة الأميرة سمية للتكنولوجيا الأردنية، فيما نال الميدالية الذهبية مكرر للفريق الحاصل على المركز الثاني، وهو من الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري التابعة لجامعة الدول العربية.
موقع "سكاي نيوز عربية" التقى أعضاء الفريق الأردني الحائز على المركز الأول، الذي يضم كلا من معتصم الكايد ومحمد الكيلاني وعبد العزيز حمدان، وجميعهم بالفرقة الرابعة بكلية الحاسبات والمعلومات في الجامعة.
وأكد أعضاء الفريق أنهم تمكنوا من حل 10 مسائل من أصل 12 مسألة في المسابقة، ولم يتمكن أي فريق آخر من حل هذا العدد في الوقت المحدد.
وأوضحوا أن المسائل التي تمكنوا من حلها تنوعت ما بين الرياضيات والفيزياء، وغيرها من المعضلات التي تعتمد على خوارزميات البرمجة الحديثة.
وأضافوا: "نشارك في هذه المسابقة منذ 6 سنوات، وتدربنا لنحو 10 ساعات يوميا لمدة تقترب من عامين قبل الاشتراك في المسابقة بالمرة الأولى، وبعد ذلك أصبح استخدامنا للحاسب يصل لمدة 5 ساعات يوميا".
وشددوا على أنهم تمكنوا من الحصول على المركز الأول هذا العام، "بفضل التدريب المكثف الذي حصلوا عليه من مدربهم الأردني فراس الغانم، وهو في نفس الوقت أستاذهم في جامعة الأميرة سمية".
وبذلك، يكون الأردن قد حصد المركز الأول بالمسابقة للمرة الثانية، إذ احتل المقدمة عام 2013، لكنه حصد ميداليات ذهبية عبر المراكز المكررة 6 مرات، من خلال فرق أخرى وجامعات أخرى.
وشدد الفائزون على أنهم يسعون للالتحاق بالعمل في شركات تكنولوجيا عالمية لاكتساب المزيد من الخبرة، ثم تأسيس شركات خاصة بهم في هذا المجال الذي أصبح محط اهتمام العالم الحديث.
وأكدوا أنهم بهذا الفوز تأهلوا للمسابقة الدولية في البرمجة الدولية في دورتها المقبلة، التي من المحتمل أن تعقد في بنغلادش، مؤكدين أنهم "لن يحصلوا على راحة بعد هذا الفوز، لأن التحدي أكبر وسيستمرون في التدريب للمنافسة مع فرق عالمية في مجال البرمجة".
تجدر الإشارة إلى أن البطولة الإفريقية العربية للبرمجة جرت في مدينة الأقصر للعام الثاني على التوالي، برعاية رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي. ونظمتها الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري التابعة لجامعة الدول العربية، بالتعاون مع وزارة الاتصالات المصرية وبرعاية شركات عالمية.
وكان رئيس المسابقة أسامة إسماعيل، قد قال في وقت سابق لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن "هذه البطولة هدف وحلم لكل من يرغب في العمل بشركات التكنولوجيا والبرمجة العالمية، حيث إنها تخطف خريجي المسابقة إلى سوق العمل".
وشدد على أن النسخة العالمية من المسابقة، التي انطلقت عام 1977، "أخرجت للعالم عباقرة بالفعل، من بينهم مارك زوكربيرغ مؤسس فيسبوك، الذي بدأ عالمه مع البرمجة من خلال نسخة تلك المسابقة في الولايات المتحدة حينما كان في المدرسة، ويعتبره أغلب المشاركين في المسابقة قدوتهم".
وأشار إسماعيل إلى أن النسخة الإفريقية العربية للمسابقة انطلقت منذ 25 عاما، وأصبحت جزءا من المسابقة الدولية ومؤهلة لها، وأن المسابقتين لهما "سمعة واسعة لدى كبرى الشركات الدولية في مجال البرمجة والإنترنت".
كما شدد على أن معظم العاملين في "غوغل" و"فيسبوك" وغيرهما من كبرى شركات التكنولوجيا حاليا، من خريجي تلك المسابقة، سواء الإقليمية أو الدولية، مما جعل الإقبال عليها من الشباب الطموح كبيرا جدا، لدرجة تجعل المنظمين "لا يقدرون على قبول مشاركة كل المتقدمين كل عام".
وأضاف أن "المسابقة مفتوحة لطلبة التعليم الأساسي من سن 11 عاما ولطلبة الجامعات من كافة الدول العربية والإفريقية، ولا توجد شروط سوى الطموح والرغبة في تعلم البرمجة وإيجاد حلول للمشاكل التي تواجه المجتمع، باستخدام التكنولوجيا والبرمجة".
وأوضح أنه "يتم تدريب المشاركين لمدة تقترب من عامين قبل إدراجهم في منافسات المسابقة، حيث يتعلمون طريقة التفكير المستقبلي بحيث أن كلا منهم لا يفكر في الخطوة المقبلة لحل المشكلة فقط، لكن يفكر في 7 مستويات مستقبلية، وهو ما يسمى بالفكر الاستباقي أو الاستشرافي".