العلاقة بين البشر والطيور وثيقة، تمتد إلى عشرات الآلاف من السنين، فهي معاون جيد للإنسان في الصيد، وظلت لزمن طويل وسيلة اتصال مثالية، بخلاف كونها مصدرا جيدا للطعام، لكن ماذا حدث للطيور في أوروبا منذ الثمانينيات، وكيف تراجع عددها بشكل لافت؟
وخلصت دراسة جديدة نشرتها دورية "إيكولوجي آند إيفولوشن" إلى أن طائرا من كل ستة طيور اختفى بهدوء في جميع أنحاء أوروبا منذ الثمانينيات، وهذا يعني خسارة مذهلة تتراوح بين 560 و620 مليون طائر منفرد في الأربعين سنة الماضية بين عامي 1980 و2017.
في الواقع، فقدت القارة العجوز نحو 900 مليون طائر خلال تلك الفترة، ولكن في المقابل شهدت زيادة تتراوح بين 280 و340 مليون في بعض أنواع الطيور.
اختفاء هادئ
ويقول ريتشارد غريغوري من الجمعية الملكية لحماية الطيور لوسائل الإعلام: "ما يثير القلق هو أن هذا الاختفاء كان يحدث تقريبًا دون أن يلاحظه أحد، وبهدوء غريب".
وبحسب غريغوري، فقد تراجعت أعداد العصافير الصغيرة الرائعة المنتشرة في كل مكان إلى النصف منذ الثمانينيات، إلى جانب انخفاض أعداد طيور الزرزور بنسبة 60 في المئة.
ويضيف: "حدثت معظم الانخفاضات في الأنواع المرتبطة بالبيئات الزراعية والمراعي، ولكنها تحدث أيضًا في المدن".
البشر هم السبب
من جانبها، أوضحت الرئيس المؤقت لحماية الطيور في أوروبا، آنا ستانيفا: "أصبحت الطيور الشائعة أقل شيوعًا، ويرجع ذلك إلى أن المساحات التي تعتمد عليها قد تم القضاء عليها من قبل البشر".
وتضيف: "لقد تم القضاء على الطبيعة من أراضينا الزراعية وبحرنا ومدننا، ويجب على الحكومات في جميع أنحاء أوروبا وضع أهداف ملزمة قانونًا لاستعادة الطبيعة، وإلا فإن العواقب ستكون وخيمة على البشر أيضًا".
ومن المحتمل أن تكون أسباب الانقراض الجماعي متنوعة ومتعددة، بما في ذلك التدمير البشري للمواطن الطبيعية، والانخفاض الهائل في أنواع الحشرات، والتلوث، والأمراض.
وأخذ الباحثون في الاعتبار 378 نوعًا من أصل 445 نوعًا من الطيور المحلية التي تتكاثر في أوروبا، ورغم رصدهم لهذا التراجع الكبير إلا أن هناك أنواعا سجلت قفزة في أعدادها؛ إذ تضاعفت تجمعات الصقور الشاهين، مع زيادة كبيرة في سبعة أنواع من الطيور الجارحة؛ بفضل جهود الحفظ.