طالت الأزمات الاقتصادية التي عصفت بلبنان منذ نهاية عام 2019 وحتى الآن شرائح واسعة من الشعب اللبناني، وانعكست تبعات هذه الأزمات على قطاع الصحة، كما أثر الوضع الاقتصادي المتردي على قدرة اللبنانيين على تلقي العلاج الفعال وسط ارتفاع نسبة الإصابات بالأزمات القلبية وتفاقمها.

وفي حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، قالت وفاء وهي لبنانية تبلغ من العمر 60 عاما تسكن في محافظة البقاع، مصابة بمرض السكري وبانسداد شرايين القلب: "خسر زوجي وظيفته منذ شهرين. وضعنا المادي سيء، لكننا كنا قادرين من قبل على تغطية نفقاتنا والآن الوضع صار أصعب، وغالبا ما نتناول العدس والبرغل والبطاطا والخبز".

وتابعت وفاء: "لا يعتبر هذا نظاما غذائيا مناسبا لحالتي الصحية، لكن هذا كل ما يمكننا أن نتحمل كلفته".

وفي منطقة أخرى من لبنان يعيش جميل وهو أب لبناني لثمانية أطفال، في عكار شمالي البلاد، حيث يقول: "عندما أقصد المركز الصحي، يخبروني بأن الأدوية غير متوفرة".

ويعاني جميل من مشاكل في القلب والأوعية الدموية، أما ابنه الأصغر فهو مصاب بانسداد رئوي، ويقول: " الأولوية الآن لعلاج ابني فحالته خطيرة تستدعي الاهتمام ".

وكثرت في الأشهر الأخيرة الإصابات بأمراض القلب، وزادت أعداد الوفيات خاصة لدى شريحة الشباب الذين غالبا ما يموتون بشكل مفاجئ، الأمر الذي عزاه أطباء إلى السكتة القلبية أو الدماغية، بسبب الضغوط النفسية.

وتشير المعلومات الى أن حوالي 600 مليون شخص أصيبوا بأمراض القلب والشرايين عالميا، وتشكل إصاباتهم 40 في المئة من أسباب الوفيات المبكرة في العالم.

وفي لبنان تصيب أمراض الشرايين والقلب 15 في المئة من الأشخاص الذين يزيد عمرهم عن 40 عاما، وتتسبب بـ37 في المئة من نسبة الوفيات المبكرة، هذا ما كشفه طبيب الأوعية الدموية والقلب، المدير الطبي لمستشفى الجعيتاوي في لبنان ناجي أبي راشد لموقع "سكاي نيوز عربية"، حيث سلط الضوء على تداعيات الأزمات الأمنية والاقتصادية المتلاحقة، ومدى تأثير ذلك على صحة القلب في لبنان .

وقال أبي راشد: "علينا معرفة العوارض الخطرة التي تصيب القلب وعدم تجاهلها لأن الأزمات المتلاحقة عرضت الكثير من اللبنانيين إلى الضغوطات التي ساهمت في مضاعفة أعداد المرضى والوفيات بالأزمات القلبية".

وتابع: "من العوامل التي يمكن السيطرة عليها مراقبة معدل الكوليسترول العادي وعدم تخطيه مستوى 115".

أخبار ذات صلة

بعد حالات الإغماء.. لقاح فايزر يثير بلبلة في لبنان

 

نقص الأدوية في لبنان يعرض حياة المرضى للخطر

وأردف: "ساهمت العوامل النفسية والأزمات في لبنان في إصابة العديد من اللبنانيين بأمراض الأوعية الدموية، وأبرز هذه المسببات هي التدخين والضغط النفسي المزمن الذي يعرض الإنسان لارتفاع في الضغط والسكري والكوليسترول الضار".

وبيّن أنه: "بدأنا نلمس شريحة مصابة بالضغط النفسي الحاد، وهذا بلا شك يساعد على إفراز هرمونات منها الأدرينالين والكورتيزول فتزداد المشاكل والجلطات القلبية والدماغية".

وشدد أبي راشد على ضرورة الحفاظ على نمط عيش صحي، وممارسة ما لا يقل عن 15 دقيقة من الرياضة يوميا.

أخبار ذات صلة

تدهور صحة "طفلة الأوكسجين" اللبنانية.. والسبب "الكهرباء"

 

أخبار ذات صلة

قصة كفاح.. طبيب لبناني يتوج نجاحه في إفريقيا بجائزة مرموقة

كيفية التعامل مع التوتر

شدد أبي راشد على أهمية تحديد مصدر الضغوطات النفسية ومعرفة التعامل معها وضرورة استشارة اختصاصي فيها.

كذلك نصح بضرورة التقليل من السهر، والنوم بشكل كاف لمدة 8 ساعات، لافتا إلى أن من عوارض الضغط النفسي عدم الاهتمام بالشكل الخارجي والشعور بالخمول والتدخين المفرط>

وختم أبي راشد بالتركيز على الأسباب التي ضاعفت أعداد الوفيات والإصابات في لبنان، وأبرزها مشاهد الطوابير الطويلة عند محطات المحروقات مشيرا الى أن أشخاصا أصيبوا بأزمات قلبية في هذه الطوابير وكانوا يعانون غالبا من مشاكل في القلب .