خلصت دراسة حديثة إلى أن الحوامل يعانين من تداعيات مرض "كوفيد-19" الذي يسببه فيروس كورونا، حتى في حال لم يصبن بالمرض أصلا.
وحللت دراسة المشيمة الخاصة بـ115 أما وضعن مواليدهن أثناء جائحة كورونا، ليجد الباحثون تشوهات جسدية بأكثر مما كانوا يتوقعون رؤيته قبل عام 2020.
وتضاعفت معدلات مشاكل المشيمة ثلاث مرات بين الأمهات المصابات بكورونا، لكن الغريب أن المشكلات هذه أيضا زادت لدى الحوامل اللاتي لم يصبن بالفيروس.
ويعتقد الباحثون أن السبب وراء ذلك هو الضغط النفسي الذي خلفته جائحة كورونا، مشيرين إلى أنه يمكن أن يؤدي إلى حدوث التهاب وتغيرات هيكلية في الجهاز الهيكلي.
وقال الباحث المشارك في الدراسة، والأستاذ في جامعة مانشستر، ألكسندر هيزل:" إن زيادة مشاكل المشيمة التي شهدناها أثناء الوباء أمر مثير للقلق".
ورأى أن الأمر بحاجة إلى إجراء مزيد من الدراسات لمعرفة الآثار التي يتسبب بها مرض "كوفيد-19"، ومع ذلك أكد أنه من الواضح أن المرض وضغوطه يتركان آثارهما على المشيمة.
وقال إنه يجب أن تحظى الحامل برعاية نفسية مناسبة طوال فترة الحمل، للمساعدة في تقليل تأثير الوباء عليه وعلى جنينها.
والمشيمة عبارة عن عن عضو ينمو في الرحم خلال فترة الحمل. وتعمل على توفير الأكسجين والعناصر المغذية للجنين والتخلص من الفضلات الموجودة بدم الطفل، وفق موقع عيادة "مايو كلينك".
وفي العادة تعاني واحدة من 500 حامل في الولايات المتحدة من مشكات المشيمة سنويا.
وكانت عينة الدراسة من ثلاث دول هي: بريطانيا وكندا وفرنسا، وبدأت منذ مارس 2020، وأخذت عينات من المشيمة والحبل السري وغشاء الجنين من الأمهات للدراسة المنشورة في دورية "المشيمة" العلمية.
وكانت ثلاث أرباع النساء المصابات بكورونا لديهن تشوهات في المشيمة، ووصلت النسبة إلى النصف لدى النساء غير المصابات بالفيروس.
وتضمنت التشوهات التي تم رصدها مستويات عالية من بروتين "الفيبرين" يكوّن أبرز أجزاء الجلطة الدموية، ويمكن أن يحد من نمو الجنين وتكلس زائد في المشيمة.
ولا تظهر هذه المشكلات أي أعراض، لكن في حال انفصال المشيمة عن جدار الرحم، يمكن أن تسبب آلاما في البطن، وفي بعض الحالات قد تؤدي إلى ولادة جنين ميت أو مولود خديج.