أعلن جهاز شؤون البيئة بمحافظة البحر الأحمر في مصر مؤخرا، إغلاق طواحين الهواء، لحماية أسراب الطيور المهاجرة.
ويأتي هذا القرار طبقا للوفاء بالتزامات مصر الدولية لحماية الطيور المهاجرة، واستكمال دورة حياتهم، دون تعريضهم لأي مشكلات تنتج عن اصطدامهم بالطواحين الهوائية.
ويقول الدكتور مجدي علام، الخبير البيئي ونائب وزير البيئة الأسبق إن: "قرار وقف الطواحين هام للغاية لإنقاذ الطيور المهاجرة من اصطدامها بهذه المراوح العملاقة حيث أنه لا يتبين للطائر من سرعتها الشديدة أنها شيء متحرك، فيواصل مسيرته تجاهها باعتبارها دوامة هوائية فيصطدم بها ويموت، لذلك كل أنواع الطاقة المُولَدة بالرياح يتم التعامل معها ووقف بعضها مؤقتا لمنع أي آثار مدمّرة لمسارات تلك الطيور".
أهم مسارات الكرة الأرضية
وتابع الخبير البيئي في حديثه مع موقع سكاي نيوز عربية: "مسارات هجرة الطيور في مصر من الشمال إلى الجنوب تعتبر أهم المسارات عبر الكرة الأرضية، لذلك لابد وأن تعلن مصر أماكن وقوف الراحة للطيور المهاجرة، وتحدد مواقعها وتحميها من الصيد الجائر، وتلتزم بالاتفاقيات الدولية في هذا الشأن، وتتابع أرقام الطيور على أرجلها وتبلغ الهيئات الدولية بها".
وأوضح مستشار برنامج المناخ العالمي أن: "مسارات هجرة الطيور يتابعها ما يقرب من 26 مليون سائح من هواة رصد الطيور، ويُشكل هذا ازدياد في تراكم محبي رصد الطيور عبر القارات والتي بالتالي ترتبط بتقلبات وأحوال المناخ".
قانون البيئة يحذر
وحذر قانون البيئة المصري رقم 9 لسنة 2009 في مادته الـ28 من "صيد أو قتل أو إمساك الطيور والحيوانات البرية والكائنات الحية المائية أو حيازتها أو نقلها أو تصديرها أو استيرادها أو الإتجار فيها حية أو ميتة أو القيام بأعمال من شأنها تدمير الموائل الطبيعية لها أو تغيير خواصها الطبيعية أو موائلها أو إتلاف أوكارها أو إعدام بيضها أو نتاجها".
وأردف نائب وزير البيئة الأسبق في حديثه مع موقع سكاي نيوز عربية أن: "من أهم السلبيات التي تواجه الطيور المهاجرة خصوصًا النسور الحوامة هي انعكاسات أشعة الشمس على مسطحات الطاقة الشمسية فتبدو أمام الطيور أنها بحيرات مائية فتصطدم بها وتموت، لذلك قامت هيئة الطاقة الجديدة بعمل إرشادات وتقنيات تحد من الآثار السلبية لهذه الظاهرة لتجنب اصطدام الطيور بمسطحات الطاقة الشمسية".
وأكد علام أمين اتحاد خبراء البيئة العرب أن: "قائمة الطيور المهاجرة تشمل ما يزيد عن 30 نوع من النسور الحوامة وهي من الطيور النادرة للغاية، كما أن مصر تحتاج إلى تشكيل جماعات أصدقاء الطيور كما يحدث في العالم والمساهمة في ترقيم الطيور ووضع علامات على أرجلها لكي يعرفها من يصادفها من القارات الثلاث آسيا وأفريقيا وأوروبا".
البرلمان العالمي للبيئة
في الوقت نفسه يشير الدكتور وفيق نصير عضو البرلمان العالمي للبيئة إلى أن: "طاقة الرياح من الطاقات الجديدة والمتجددة التي يتجه لها العالم بأجمعه، ولكن كل شيء له مميزات وأضرار ولابد وأن يتم أخذ ذلك بعين الاعتبار، كيث وجه البرلمان العالمي للبيئة ملاحظاته مرارا وتكرارا بأن تلك الطواحين التي تنتج الطاقة سببًا في وفاة الطيور".
وذكر نصير في حديثه مع موقع سكاي نيوز عربية: "لابد على كل دولة أن تقوم بعمل خريطة للأماكن التي يتواجد فيها سرعة عالية للرياح لعمل الطاقة، وأن تكون بعيدة عن مسارات هجرة الطيور، فهذا هو المخطط الذي تم توضيحه لكل دولة حتى يكون لدى المستثمرين علم بالأماكن التي يجب عليهم وضع فيها الطواحين".
ونوه عضو البرلمان العالمي للبيئة: "الطواحين الموجودة في البحر الأحمر قديمة للغاية، وتم وضعها وفقًا لسرعة الرياح ولم يتم الأخذ في الاعتبار حينها الطيور المهاجرة، لذلك فبناء على تعليمات وتنبيهات من الدولة المصرية وتوافقًا مع البرلمان العالمي للبيئة والأمم المتحدة تم البدء في التفكير في الطيور المهاجرة ووقف تلك الطواحين".