ينتظر محبو الفلك بشغف كل عام متابعة زخات "شهب البرشاويات"، التي تبدأ كل عام من 14 يوليو حتى 24 أغسطس، وتصل ذروتها في يومي 12 و13 أغسطس، بحسب وكالة ناسا.
وخلال الآونة الأخيرة ضجت منصات التواصل الاجتماعي بآلاف الصورة التي التقطها عشاق الفلك لمشاهد مُبهرة من زخات شهب البرشاويات حول العالم، يرصد موقع سكاي نيوز عربية بعضًا منها.
وعن الظاهرة الفريدة يقول الدكتور أشرف تادرس، رئيس قسم الفلك السابق بمعهد البحوث الفلكية والجيوفيزيقية بمصر، إن ظاهرة الشهب تحدث في العموم بسبب دخول كوكب الأرض إلى مسار مذنبات قديمة ممتلئة بنفايات هذه المذنبات.
ويضيف تادرس لموقع سكاي نيوز عربية أن هذه النفايات تكون عبارة عن حبيبات صغيرة جدا، تحترق عند دخولها الغلاف الجوي للأرض على مسافة تقدر من 70 إلى 100 كيلومتر من سطح الأرض، أما الأجسام الكبيرة نسبيا تسمى نيازك.
ويلفت تادرس إلى أن زخات شهب "بيرسيد" أو البرشاويات، تحدث عند مرور كوكب الأرض في مسار الغبار الذي يسببه مذنب سويفت توتل المكتشف عام 1862، وهو يدور بين الشمس وما وراء مدار بلوتو مرة كل 133 عامًا.
من جانبه يقول بيل كوك، من وكالة الفضاء الأميركية (ناسا)، إن "الأرض تمر عبر أكثر الأجزاء كثافة من تيار الغبار في وقت ما في يوم 12 من أغسطس، وعندها تتاح رؤية عشرات النيازك في الساعة الواحدة".
كما يقول عالم الأرصاد وعالم الفلك جو راو، إن "معظم قطع الحطام التي تخلق نيازك بيرسيد هي بحجم حبيبات الرمل، مع شظايا تنتج كرة نارية لا يزيد حجمها عن الرخام، وبالتالي، من النادر أن تنتج البرشاويات نيزكا، أو جزء من صخرة فضائية تهبط بالفعل على الأرض".
وبحسب علماء الفلك فإن الظاهرة لا تحتاج أجهزة خاصة لمتابعتها، فربما تُقيّد التلسكوبات والمناظير مجال الرؤية، لذا فإن المعدات الوحيدة التي تحتاجها هي ترتيب جلوس مريح في مكان مظلم، والتحديق في السماء بعد العاشرة مساء.
والعام الماضي، تعذرت رؤية زخات الشهب عندما تصادف تساقط الشهب السنوي مع ربع القمر، فحجب ضوءُ القمر رؤية الشهب، لكن هذا العام جاءت زخات شهب بيرسيد بعد 4 أيام فقط من القمر الجديد.
وهذا ما سمح لأن يكون هناك سماء مظلمة، مكنت مراقبي السماء من مشاهدة ما يصل إلى 50 إلى 75 نيزكا في الساعة.