لم يتمكن الصاروخ الأميركي الأحدث من النجاح بشكل كامل في الاختبارين اللذين خضع إليهما العام الجاري، وآخرهما قبل أيام قليلة، رغم أنه متلك مواصفات "فريدة" تُميزه عن الصواريخ الأميركية.
الصاروخ الأميركي الجديد (إيه آر آر دبليو) يتمكن من الوصول إلى الصين في نحو ما يصل إلى نصف ساعة تقريباً، ويصل إلى روسيا في نحو ثلث ساعة، طبقاً لموقع "آر آي إيه الروسي".
وهو ما يعزز القلق الذي عبّرت عنه موسكو في وقت سابق بشأن النشر المحتمل لصواريخ فرط صوتية أميركية.
وقبل ثلاثة أعوام، وتحديداً في شهر أغسطس 2018، وقعت القوات الجوية الأميركية عقداً قيمته 480 مليون دولار مع شركة "لوكهيد مارتن" لتطوير الصاروخ (AGM-183 ARRW).
وفي شهر فبراير من العام التالي (2019) أقرت إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب زيادة نسبتها 23 بالمئة لتمويل الأسلحة التي تفوق سرعة الصوت، في ظل اهتمام واشنطن بتطوير ترسانتها من الأسلحة فائقة السرعة.
بعد ذلك، في مارس 2020، صرح وكيل وزارة الدفاع للأبحاث والهندسة مايكل دي غريفين، بأن الولايات المتحدة "قريبة" من امتلاك سلاح فرط صوتي جاهز للاستخدام في الميدان.
سوبر دوبر
ويتحدث محللون عسكريون عن علاقة نظرية بين الصاروخ الأحدث، وتصل سرعته إلى 15 ألف ميل في الساعة (24،695 كم / ساعة)، وصاروخ "سوبر دوبر" الذي تحدث عنه ترامب في مايو 2020، ووصفه بأنه أسرع 17 مرة من الصواريخ الموجود في ترسانة الولايات المتحدة، وهو ما أكدته صحيفة "تشاينا تايمز" وموقع "بي بي أس" الإخباري.
خضع الصاروخ الأميركي لاختبارات مختلفة قبل دخول الخدمة، وقد فشل في اختباري إطلاق سابقين، آخرهما في الثامن والعشرين من شهر يوليو الماضي، بقاعدة إدواردز الجوية في ولاية كاليفورنيا.
التجربة الأولى لإطلاق الصاروخ (إيه آر آر دبليو) كانت في شهر أبريل من العام الجاري قبالة سواحل جنوب كاليفورنيا، لكنه لم ينجح في الإطلاق بنجاح بشكل كامل، بينما أظهرت التجربة نجاحاً في اختبار أجهزة الاستشعار والاتصالات.
أما الاختبار الأخير فقد استهدف إطلاق الصاروخ بشكل آمن من القاذفة "بي-52"، لكنه لم ينجح في جميع الاختبارات، طبقاً لموقع "ديفينس بلوغ" المتخصص في الشؤون العسكرية والاستراتيجية.
اعتراف بالفشل
ونشر الموقع بيانا صادرا عن سلاح الجو الأميركي تضمن الإشارة إلى أن "اختبار الصاروخ الأحدث، والذي تفوق سرعته سرعة الصوت، قد تعرض لمشاكل فنية، وأن الصاروخ بعد مناورات الفصل الآمن، لم يُطلق، وذلك بعد انفصاله عن القاذفة بي-52".
لكن الموقع أشار إلى أن الصاروخ انفصل بشكل آمن، وأظهر نجاح تسلسل الإطلاق الكامل، بما في ذلك نظام الـ GPS والفصل السري، وكذلك نقل الطاقة من القاذفة إلى الصاروخ.
ونقل الموقع نفسه عن المسؤول التنفيذي عن الأسلحة في برنامج القوات الجوية، الجنرال هيث كولينز، قوله إن تطوير الصواريخ الأولى عمل شاق "هذه قدرة حاسمة لقواتنا الجوية.. ولدينا أفضل فريق يعمل لمعرفة أسباب ما حدث وإصلاحه".
وتسعى واشنطن لتعويض تأخرها في صناعة الصواريخ فرط الصوتية،مقارنة بالصين وروسيا، وتتبنى استراتيجية لتطويرها.
ومن المتوقع أن تنفق 3.2 مليار دولار على الأبحاث الخاصة بتلك الأسلحة فائق السرعة وحدها، طبقاً لما تظهره بنود موازنة الدفاع للعام 2021.