يشتكي كثيرون من جميع الأعمار بأنهم دائمو النسيان، ولا يعرفون سببا لذلك، لكن في المقابل، هناك من يجدون للنسيان فوائد عظيمة.
وبحسب عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، الدكتور مجدي بدران، فإن للنسيان "مزايا عديدة إيجابية"، أهمها أنه "يساهم في استمرار الحياة، ويدعم الأداء السليم للدماغ".
كما أنه يخلّص العقل من المعلومات القديمة غير المستخدمة، والتجارب المؤلمة، والصدمات الموجعة، ويساعد على استئناف الحياة والحلم بمستقبل أفضل.
وأضاف بدران في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية": "الذاكرة ليست مجرد خزينة لاستدعاء للمعلومات المختزنة، لكنها تساعد في حل المشاكل التي تواجهنا واتخاذ القرارات المناسبة"، مشيرا إلى أن من يعانون من صعوبة النسيان هم الأكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب والصدمات النفسية.
ولفت إلى أن مرضى الحساسية والمناعة قد يعانون من النسيان، ويرجع ذلك إلى نقص الأوكسجين وضبابية الدماغ، ما يسبب التعب والإغماء وعدم التوازن وقلة الوعي، كما أن العدوى عن طريق الفطريات تؤثر على الدماغ، ما قد يسبب استجابة التهابية، تضعف الذاكرة.
وبيّن أن "كل حساسية أنف أو صدر غير معالجة تسبب التوتر والإجهاد التأكسدي في الدماغ، وتسبب درجات متفاوتة من النسيان".
تخلص من التوتر والقلق
ووفق عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، فإن التوتر يؤثر على تكون ذاكرة المعلومات، وعند الإجهاد نحتاج وقتا أكثر في معالجة وتخزين المعلومات في الذاكرة قصيرة المدى ثم تحويلها إلى الذاكرة طويلة المدى، ما قد يصعّب عملية التعلم عند التوتر.
وللتخلص من هذه الحالة، ينصح بدران بممارسة أي من أنواع الرياضة كالمشي، والقيام ببعض الأنشطة اليومية حتى ولو كانت تنظيف المنزل.
وأشار إلى أن الوعي الزائد يكون من التركيز على العمل الذي تقوم به وعدم ممارسة أي أنشطة جانبية مثل تصفح مواقع التواصل الاجتماعي أثناء تناول الطعام، مع الإنصات بعناية جيدة إلى ما يقوله الآخرون، وتجنب الرد على الكلام في وقت الغضب.
وتابع حديثه موضحا أن "الشخص الذي لا يحصل على قسط كاف من النوم لا يستطيع التركيز والانتباه على النحو الأمثل، وهناك من يتناولون أدوية مخدرة وكحوليات تفقدهم التركيز وتخل بتوازنهم وتؤدي بهم إلى النسيان".
وعن تنشيط الذاكرة أوضح أن "المعلومات تثبت في الذاكرة عن طريق الخضوع لاختبارات وحل أسئلة، ما يحسّن القدرة على التركيز والاحتفاظ بالمعلومات، وهي من الطرق المهمة لتحسين عملية التذكر"، مشيرا إلى أن "الطلاب الذين درسوا ثم خضعوا للاختبارات لديهم قدرة أكبر لاسترجاع المعلومات على المدى الطويل، حتى المعلومات التي لم تغطها الاختبارات".
وفسر ذلك بأن الدماغ يعمل بنشاط على استعادة الذكريات التي لم يتم استخدامها، وهي عملية تُعرف باسم "النسيان النشط".
ضعف الذاكرة
وفيما يتعلق بضعف الذاكرة، أكد بدران أن نقص حمض الفوليك، وفيتامين "ب 1 2 3 12" وفيتامين "سي"، والحديد، يقلل من التركيز ويتسبب في خمول الجسم.
أما عن نقص الكالسيوم فهو يقلل من كفاءة عمل الأعصاب بشكل طبيعي، في حين يؤخر نقص اليود عمل الأداء العصبي، بينما يضعف نقص الزنك الذاكرة، ويقلل نقص السيلينيوم من كفاءة الموصلات العصبية، ويلحق نقص مضادات الأكسدة الضرر بالدماغ والذاكرة.
وشدد بدران على أن هناك بعض المكونات الطبيعية التي تساعد على تقوية الذاكرة كالفاكهة داكنة اللون والخضروات الورقية الطازجة والحبوب الكاملة ومصادر البروتين قليلة الدسم، مثل الأسماك والبقوليات والدواجن منزوعة الجلد.
كما دعا للتركيز على الأطعمة المضادة للالتهابات مثل التوت، وتلك التي تحتوي على نسبة عالية من مضادات الأكسدة مثل الفواكه والخضروات، وعدم تناول السكر المضاف بكثرة، محذرا: "من يستهلكون السكر بكثرة يجدون صعوبة في الاستجابة للتعليمات وذاكرتهم أضعف من غيرهم".