كشفت دراسة حديثة أجرتها جامعة "وارويك" الإنجليزية، عن وجود علاقة بين الولادة المبكرة أو انخفاض الوزن أثناء الولادة ومستوى ذكاء الطفل حتى مرحلة البلوغ.
قام مؤلفو الدراسة بمقارنة متوسط معدل الذكاء للبالغين المولودين قبل الأوان، أو منخفض الوزن للغاية عند الولادة مع أولئك الذين ولدوا في الموعد الطبيعي بوزن غير منخفض، في فترة ما في السبعينيات إلى التسعينيات في ثمانية مجموعات من سبع دول مختلفة.
وأشارت الدراسة إلى أنه يتم تصنيف الولادة قبل 32 أسبوعًا من موعد الحمل الطبيعي على أنها مبكرة جدًا، وأن المولودين الذين يقل وزنهم عن 1500 غرام، يتم تصنيفهم كأصحاب وزن منخفض.
نتائج مفاجئة
وجد مؤلفو الدراسة أن معدل الذكاء كان أقل بشكل ملحوظ بالنسبة للبالغين الذين ولدوا قبل موعد الولادة والذين يعانون من انخفاض شديد في الوزن عند الولادة مقارنةً بهؤلاء الذين ولدوا خلال فترة الحمل الطبيعية.
شارك في تجارب تلك الدراسة، نحو ألف شخصًا من "منخفضي الوزن" والذين وُلدوا مبكرًا، إلى جانب حوالي 1000 شخصًا من الذين ولدوا في الظروف الطبيعية، خلال الفترة ما بين 1978 و1995، في بلدان أوروبية وأستراليا ونيوزيلندا، وتم تقييم معدل الذكاء لدى أفراد التجربة في مرحلة البلوغ (من 18 إلى 30 عامًا).
وجاءت النتائج كالتالي، علمًا بأن متوسط درجة الذكاء في عموم السكان هو 100، لكن التجارب أثبتت أن الأشخاص الذين ولدوا مبكرًا أو بوزن منخفض، سجلوا معدل ذكاء أقل من أقرانهم بنحو 12 نقطة، وحتى بعد إبعاد الذين يعانون من ضعف حسي عصبي في مرحلة الطفولة أو إعاقة في التعلم (على سبيل المثال درجة ذكاء الطفولة أقل من 70)، كان الفرق في معدل ذكاء هو 9.8 نقطة في المتوسط.
وأوضحت الدراسة أن هناك أكثر من سبب لذلك، ومن بينها: بعض الأمراض التي تصيب الرضع الذين وُلدوا مبكرًا أو بوزن منخفض مثل: مشاكل الرئة الوليدية الوخيمة (خلل التنسج القصبي الرئوي) وهو ما كان يُعرف قديمًا بـ "مرض الرئة المزمن في الطفولة" ونزيف حديثي الولادة في الدماغ (النزيف داخل البطين).
يشار إلى أن "النزيف داخل البطين" نزيف في النظام البطيني للمخ، الذي يمكن أن ينجم عن الصدمات الجسدية أو النزيف في حالة السكتة الدماغية، وشائع في الأطفال حديثي الولادة.
تعليق مؤلفي الدراسة
يقول روبرت إيفز، أحد مؤلفي الدراسة: "لقد وجدنا أن الولادة المبكرة جدًا أو بوزن منخفض جدًا لا يزال لها تأثير كبير على المدى الطويل على متوسط معدل الذكاء مقارنة ببقية المواليد في سبع دول مختلفة، وهذا التنوع يمنحنا الثقة بشكل خاص لاعتماد تلك النتيجة المهمة".
ويضيف البروفيسور ديتر وولك، كبير المؤلفين وقائد المشروع من قسم علم النفس في جامعة وارويك: "هناك فرصة لإنقاذ هؤلاء الأطفال عن طريق التدخل المبكر، وقد يشمل ذلك الحد من خلل التنسج القصبي الرئوي والنزيف داخل البطينات في رعاية الأطفال حديثي الولادة".