بعد الأزمة التي وجد العالم نفسه فيها مع بداية ظهور فيروس كورونا، قررت جامعة أكسفورد البريطانية الاستعداد لمثل هذا السيناريو لمنع الوقوع في نفس الأخطاء، وذلك من خلال جمع الخبراء الأكاديميين والأخصائيين والحكوميين من جميع أنحاء العالم لـ"مكافحة الأوبئة في المستقبل".
وقالت جامعة أكسفورد في بيان، الجمعة، إن مركز العلوم الوبائية سيجمع باحثين من الجامعة في تخصصات تتراوح من علم المناعة، والصحة العامة، إلى الحوسبة، والعلوم الاجتماعية، في محاولة لتحسين التعرف السريع على التهديدات الناشئة والاستجابة لها.
وسيسعى المركز إلى تكوين شراكات مع خبراء في جميع أنحاء بريطانيا ودول أخرى، على أمل تجنب السياسات المفككة والمنافسة الدولية التي أبطأت الاستجابة لـ"كوفيد-19".
قال جون بيل، الأستاذ الملكي "ريجوس" بكلية الطب في جامعة أكسفورد: "الحقيقة هي أن هذا كان وباء سيئا، لكنه لم يكن قريبا من مستوى السوء الذي كان من الممكن أن يصل إليه".
وأضاف: "أعتقد أنه من الضروري تنظيم أنفسنا بشكل أفضل، لنكون مستعدين لمجموعة كاملة من الأوبئة المحتملة، التي ستكون الآن واضحة للجميع".
وكان علماء أكسفورد، الذين درسوا الأمراض المعدية العالمية منذ عقود، في الطليعة لتطوير لقاح كورونا الذي تصنعه شركة "أسترازينيكا"، وهو ثاني لقاح يفوز بترخيص للاستخدام على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم.
كما أنهم كانوا وراء البحث الذي أظهر أن عقاقير الستيرويد زهيدة الثمن والمتوفرة على نطاق واسع، يمكن أن تقلل الوفيات بنسبة تصل إلى الثلث في المرضى المصابين بأمراض خطيرة، وكان دورهم جوهري في إنشاء مختبرات "لايتهاوس لابس" المستخدمة لزيادة قدرة بريطانيا في إجراء اختبارات كورونا.
وتأمل أكسفورد في جمع 500 مليون جنيه إسترليني (710 ملايين دولار) من فاعلي الخير، ورجال الصناعة، والحكومات خلال الأشهر القليلة المقبلة لتمويل المركز.
وقال بيل: "لقد قمنا بالكثير من الجهود الحثيثة خلال الوباء. أعتقد على الصعيد العالمي أننا ربما نتقدم بخطوات على الجامعات الأخرى في أميركا وأوروبا وما إلى ذلك، فيما يتعلق بما ساهمنا به".
من جانبه، اعتبر قال بيتر هوربي، أستاذ الأمراض المعدية الناشئة في أكسفورد، والمدير الافتتاحي للمركز، أن الوباء "أظهر أن تحالفا بين العلم والقطاع العام والصناعة"، مشيرا في الوقت نفسه إلى أنه "لا ينبغي أن يتفشى وباء حتى يحدث هذا، بل يجب تطبيق هذا المستوى من الابتكار والتعاون متعدد القطاعات، يوما بعد يوم، لمنع كارثة أخرى مثل كوفيد-19."