اكتشف علماء في اسكتلندا، حفرية قديمة يبلغ عمرها مليار عام، يعتقد أنها قد تكون المفتاح لتأكيد أن أشكال الحياة متعددة الخلايا قد تطورت قبل ما يقرب من 400 مليون سنة من ظهور السمة البيولوجية في الحيوانات الأولى.
وفقا للدراسة التي نشرت نتائجها في مجلة "Current Biology"، فمن المحتمل أن تكون الأحافير الدقيقة التي تم العثور عليها، "الحلقة المفقودة" في تطور الحيوانات المعقدة متعددة الخلايا من أشكال الحياة أحادية الخلية.
ولاحظ الباحثون، بمن فيهم علماء من كلية بوسطن في الولايات المتحدة، أن الحفرية التي عثر عليها، كانت محفوظة بشكل جيد في رواسب معدنية في بحيرة "لوخ توريدون" في المرتفعات الاسكتلندية، وتحتوي على نوعين مختلفين من الخلايا.
ووفق الباحثين، فإن الكائن المتحجر المعروف باسم "Bicellum Brasieri"، قد يكون أول مثال على تعدد الخلايا المعقدة الذي تم تسجيله على الإطلاق، والذي يمثل شكلا من أشكال الحياة يقع في مكان ما بين الخلية المفردة والحيوانات متعددة الخلايا.
وتعليقا على نتائج الدراسة، قال المؤلف المشارك بول ستروثر من كلية بوسطن: "تظهر النتائج التي توصلنا إليها أن الأسس الجينية للتماسك والعزل من خلية إلى أخرى (قدرة الخلايا المختلفة على تصنيف نفسها في مناطق منفصلة داخل كتلة متعددة الخلايا) كانت موجودة في الكائنات أحادية الخلية منذ مليار سنة، أي قبل 400 مليون سنة تقريبا من اندماج هذه القدرات في الحيوانات الأولى".
وبيّن العلماء أن النباتات أيضا أصبحت متعددة الخلايا لأنها تطورت من أسلاف أبسط من الطحالب، وانتقلت إلى الأرض خلال حقبة "الباليوزويك" المبكرة منذ حوالي 500 إلى 400 مليون سنة.
وحسبما ذكرت صحيفة "إندبندنت" البريطانية، فإن الدراسة ستساهم في إعادة تصور بيئة الحياة على الأرض منذ مليار سنة، مع الأخذ بعين الاعتبار إمكانية تطور الحيوانات من أسلاف وحيدة الخلية مرت بمراحل متعددة الخلايا في دورات حياتها.