اكتشف باحثون حفرية عمرها مليار عام في إحدى المرتفعات في اسكتلندا، من شأنها حل لغز الحلقة المفقودة في تطور الحيوانات التي تعيش اليوم على كوكب الأرض.
وتكشف الحفرية، وفق بحث علمي حديث، عن نظرة ثاقبة جديدة لكيفية انتقال الكائنات وحيدة الخلية إلى كائنات متعددة الخلايا، بحسب ما ذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، الخميس.
وينظر الباحثون إلى الحفرية المكتشفة باعتبارها "الحلقة المفقودة" الحاسمة في تطور الحياة. وقد تم العثور عليها في بحيرة. وتكشف عن كائن حي أكثر تعقيدًا من كائن وحيد الخلية، لكنه ليس متعدد الخلايا حقا.
ويقول الباحثون إن الحفرية تحتل مكانة أثرية وتلقي الضوء على كيفية تطور أشكال الحياة الأكثر بدائية إلى عدد لا يحصى من الحيوانات التي نراها اليوم.
ويعتقدون أن الحفرية هي أقدم مثال معروف للكائن الحي الذي يحتوي على نوعين مختلفين من الخلايا.
وظهرت الحياة أحادية الخلية، المسماة "بدائيات النوى"، لأول مرة على الأرض منذ ما يقرب من أربعة مليارات سنة، عندما كان الكوكب والنظام الشمسي في مهدهما.
وتملأ الحفرية الجديدة فجوة كانت مفقودة بين ظهور الحياة أحادية الخلية وما يسمى "الانفجار الكمبري" منذ 600 مليون عام، والذي شهد تنوعًا كبيرًا.
وفي هذا الوقت ارتفعت مستويات الأكسجين في الغلاف الجوي، مما أدى إلى انتشار هائل في أعداد الأنواع الحية.
وقال المؤلف الرئيسي للدراسة البروفيسور تشارلز ويلمان، من جامعة شيفيلد: "تعتبر أصول تعدد الخلايا المعقدة وأصل الحيوانات من أهم الأحداث في تاريخ الحياة على الأرض. يلقي اكتشافنا ضوءًا جديدًا على هذين الأمرين".
وأضاف: "لقد وجدنا كائنًا كرويًا بدائيًا مكونًا من ترتيب لنوعين مختلفين من الخلايا، وهي الخطوة الأولى نحو بنية معقدة متعددة الخلايا، وهو شيء لم يتم وصفه من قبل في السجل الأحفوري".
ويشير اكتشاف هذه الحفرية الجديدة إلى أن تطور الحيوانات متعددة الخلايا قد حدث منذ ما لا يقل عن مليار سنة، وأن الأحداث المبكرة قبل تطور الحيوانات ربما حدثت في المياه العذبة مثل البحيرات وليس المحيط.