حقق فريق من كلية الهندسة بجامعة القاهرة، المركز الأول على مستوى العالم في مسابقة "شيل" العالمية في الجزئية الخاصة بتصميم سيارات صديقة للبيئة وموفرة للوقود.

وتعد هذه المرة الأولى التي ينجح فيها فريق عربي في الوصول لمراكز متقدمة في المسابقة، التي تتكون من مشروع بداخله عدد من المسابقات الأصغر، والتي يتم حساب مجموع النقاط في كل مسابقة منها لتحديد الفريق الأول على العالم، حيث يحصل الفائز على جوائز قيمة.

المدير التقني للفريق المشارك في المسابقة، المهندس محمد عصام، قال لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن الهدف من هذه المسابقة هو "تصميم وصناعة سيارات توفر الوقود، لتكون صديقة للبيئة، إما عبر تقليل استهلاكها للوقود، أو بأن تكون سيارات تعمل بالكهرباء بشكل كامل لتجنب حرق الوقود والبعد عن الانبعاثات الكربونية المرتبطة به".

وأوضح أنه تم تصميم سيارتين بشكل كامل، بجسم السيارة ومكان القيادة والموتور.

سيارات موفرة للوقود وأخرى بالكهرباء

وأضاف عصام: "صنعنا سيارة تعمل بالبنزين تمكنت من السير مسافة 120 كلم باستخدام لتر واحد من الوقود، بالإضافة إلى سيارة أخرى تعمل بالكهرباء وتم اختبارها للسير في ماليزيا مسافة 250 كلم، وهي مسافة جيدة جدا للسيارات من هذا النوع، حيث توفر بشدة في الكهرباء".

وأشار إلى أن الفريق نجح في الحصول على المركز الأول على مستوى العالم في مسابقة تصميم سيارات صديقة للبيئة، وهو مركز لم يتمكن أي فريق عربي أو إفريقي على مستوى العالم من الوصول إليه، خاصة وأن المشاركة تتم في أوروبا.

وأضاف: "نحن حاليا ننتظر استكمال المسابقة الشهر المقبل، عبر إنتاج سيارتنا بشكل عملي وتصويرها وهي تعمل بكفاءة".

أخبار ذات صلة

"الرقم الخارق".. سيارة تحقق سرعة جنونية "مؤكدة"
بعد الأجهزة الذكية.. أبل تقتحم عالم السيارات

مستقبل صناعة السيارات الكهربائية

وحول مستقبل السيارات التي تعمل بالكهرباء قال عصام إن "شركة النصر للسيارات دخلت في إنتاج السيارات التي تعمل بالكهرباء بسبب انتشار الموضوع بشكل كبير، فضلا عن أن الشعب المصري بدأ يبحث عن وسائل نقل أحدث وأقل كلفة من حيث الصيانة، وبالتالي اتجه للسيارات التي تعمل بالغاز الطبيعي".

وتابع: "حاليا بدأ البحث عن السيارات التي تعمل بالكهرباء، بسبب قلة احتياجها للصيانة، فضلا عن عدم استهلاكها للوقود وكونها صديقة للبيئة".

سيارات دون سائق

وبيّن المهندس أن "فريق العمل يخطط لاستكمال تجربته في المستقبل عبر صناعة نوع ثالث من السيارات التي تتم قيادتها بشكل ذاتي دون الحاجة لسائق.

وتابع: "انتهينا من الفكرة وتصميمها، لكن نحتاج الوصول إلى إنتاج هذه السيارة بشكل عملي، ثم سنبحث بعد التخرج عن جهة تتبنى أفكارنا وتدعمها لتطبيقها، ونحاول حاليا التواصل مع شركة النصر لأنها الحل الأقرب حاليا، ولو وجدنا أية جهة تريد تبني أفكارنا سنتعامل معها".

أخبار ذات صلة

شركات صينية تعمل على سيارات مضادة للفيروسات
"تسلا" تتحدى "عدو البشرية".. بأجهزة تنفس من قطع السيارات
سيارة كهربائية إيطالية بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد
"بي إم دبليو" تشعل المنافسة الكهربائية بـi4

الفريق المصري يتفوق على جامعات عريقة

من جانبه، أوضح رئيس فريق العمل، المهندس أحمد أشرف، لموقع "سكاي نيو عربية"، أن "مسابقة شيل تشارك فيها كل دول العالم، وتقام على خمس مراحل، الأولى كانت تجريبية والثانية تخص السيارات ذاتية القيادة، وفي الأخيرة حصلنا على المركز الخامس على مستوى العالم، حيث تفوقنا على فرق من جامعات ودول عريقة في المجال العلمي، مثل جامعة كورنر في الولايات المتحدة وجامعة تورينو في إيطاليا، كما سبقنا جامعة ميونخ في ألمانيا وباريس في فرنسا، وهي أول مرة يشارك فريق مصري في هذه المسابقة".

وأضاف أن "فريق جامعة القاهرة تمكن أيضا من الفوز بالمركز الأول في مسابقة تصميم جزء خاص بالتحليلات داخل السيارة، بعد تقديم ورقة بحثية وتطبيقها وإرسال المقطع المصور للسيارة بالنتائج بشكل مطابق لما كتب في الورقة البحثية المرسلة، جعلنا نحصل على المركز الأول على مستوى العالم".

المركز الثاني في عملية التسويق

وتابع بالقول: "كما حصلنا على المركز الثاني في عملية التسويق لبيع السيارة، وذلك عبر إبراز المسؤولية المجتمعية وتقديم مهندسين أكفاء قادرين على العمل في المصانع المصرية، فضلا عن القيام بتوعية المجتمع حول السيارات الصديقة للبيئة والتركيز على فئات المدارس والمشاركة في مناسبات خيرية، مثل الذهاب لمستشفى 57357 وغيرها من الأنشطة".

تطوير مستوى فحص السيارات

وتابع: "الجزء الثالث خاص بفحص السيارات التي قمنا بتصنيعها. وسياراتنا هي أفضل سيارات في مصر والشرق الأوسط في مجال الفحص، أما الجزء الرابع هو السفر بالسيارة لمكان المسابقة وتسييرها أمام الناس، لكن ظروف وباء كورونا أدت لتعطيل هذا الجزء من المسابقة".

وأشار أشرف إلى أن الفريق المصري "شارك في 3 مسابقات حتى الآن، ومجموع نقاطه جعله يحتل المرتبة الثانية في مجموع المسابقات الخمس التي تنظمها شيل، وذلك من بين 300 جامعة مشاركة".

وأوضح أن "الفريق المصري حصل على أعلى النقاط.. والمركز الأول لفريق هولندي ثم حصلنا نحن المركز الثاني ثم جامعة دولفين المركز الثالث وهي من أرقى جامعات العالم، ولو حصلنا على نقاط جيدة في باقي المسابقات المتبقية سنصبح من أفضل عشر جامعات في العالم في هذه المسابقة.

وحول تمويل هذه المشاريع، قال أشرف إن "المشروع تكلف حتى الآن قرابة 200 ألف جنيه، دفعت منها الجامعة نسبة 33 بالمئة، وشركة شيل 30 بالمئة، أما الباقي فيتم تغطيته عبر التواصل مع أحد الداعمين لمثل هذه المشاريع، وهو ما كنا نتمكن كل عام من تأمينه والحصول على داعمين لمشروعاتنا".