نجح 8 مصريين بين أساتذة ومبتكرين، في الحصول على ميداليات بعد مشاركتهم في معرض جنيف الدولي للاختراعات، في دورته الاستثنائية 2021، ليهزموا مئات المتسابقين ممن قدموا أفكارا واختراعات من شتى أنحاء العالم.
وأعلن وزير التعليم العالي والبحث العلمي في مصر، خالد عبد الغفار، عن فوز 8 أساتذة ومبتكرين مصريين من بين 10 رشحتهم ودعمتهم أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا من بين مئات المتقدمين، ليحصدوا ميدالية ذهبية و3 ميداليات فضية و4 برونزية.
وقال رئيس أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، محمود صقر، إن الفائزين سيتم تكريمهم خلال الفترة المقبلة، وسيكون هناك دعوة للجميع لبذل الجهد وتقديم المقترحات للتنفيذ على أرض الواقع.
أفكار مبتكرة
وتابع صقر خلال حديثه مع موقع "سكاي نيوز عربية"، أن هناك "أفكارا مبتكرة ومهمة تم تقديمها في معرض جنيف الدولي للاختراعات، الذي يعتبر الأهم والأفضل من بين كل المعارض السابقة من حيث المحتوى"، منوها إلى أن إقامة المعرض إلكترونيا، بسبب فيروس كورونا، وفر تكاليف كثيرة كانت تنفق على السفر والإقامات وخلافه.
وأضاف رئيس أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، أنه "تم توفير الدعم لعدد أكبر من المتقدمين، بخلاف الجلسات المستمرة لدعم وتطوير الفكرة، والتعاقد مع شركات متخصصة لإنتاج الفيديو، لكي يتم عرض الفكرة بشكل واضح ومتطور".
الإنسولين الذهبي
وفاز بميدالية ذهبية، مدير أكاديمية العلوم بجامعة بدر بالقاهرة، الدكتور محمود الصبحي، الذي قال في حديثه مع موقع "سكاي نيوز عربية": "أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا دراسة الفكرة ومن ثم اختارت الأفضل من المتقدمين، ودفعت مصاريف الاشتراك الكبيرة إيمانا منها بأهمية المشاركة بأفكار مميزة".
وبنبرة تملؤها السعادة، حكى الصبحي كواليس فوزه بالذهبية، قائلا: "عندما علمت بالفوز فرحت للغاية وشعرت بأن هناك أملا في مستقبل البحث العلمي في مصر، فالفرق بيننا وبين الدول الكبرى كبير، ولكن مع الفوز والتمكن أكثر فأكثر، سنحقق التغيير والقادم سيكون أفضل دوما".
وعن مشروعه الفائز بالميدالية الذهبية، "الإنسولين الفموي: فعال وطويل المفعول"، قال الصبحي: "الفكرة التي عملت عليها هي أن حقن الإنسولين صعبة للغاية. الكثيرون يأخذونها بشكل مستمر على الرغم من المشكلات التي تصنعها، لأنه في حال الجرعة الزائدة تكون نتيجتها الوفاة، وكان البديل هو قرص يتم من خلاله ضبط السكر على مدار أكثر من يوم".
وتابع الصبحي أن "الفكرة وتنفيذها تعتبر أول تسجيل لها على مستوى العالم، ولذلك كان لها أولوية وأهمية، خاصة وأن ملايين المصابين بالسكري في شتى أنحاء العالم يهتمون بها".
وحول إمكانية التنفيذ، أكد مدير أكاديمية العلوم بجامعة بدر بالقاهرة، أن "الفكرة قابلة للتطبيق تماما ومن الممكن تنفيذها في أي وقت، ولكن في مصر البحث العلمي مكلف بعض الشيء"، معربا عن أمله في أن تكون مستقبلا قيد التنفيذ".
الطعام علاج الأمراض
ومن بين الفائزين بالميدالية الفضية هشام التونسي، الذي استطاع ابتكار فرن ضغط طبخ صحي وآمن مدمج، والذي يحكي لموقع "سكاي نيوز عربية": "حصلت للفكرة على 29 براءة اختراع على مستوى العالم، فأنا خريج سياحة وفنادق من إنجلترا، وطبّاخ احترافي منذ ما يقرب 41 عاما، تلك الخبرة التي مكنتني من ابتكار فرن الضغط الصحي والآمن".
وأضاف التونسي، أن "الجهاز يحصل من الإنسان على العديد من التفاصيل كصورة الدم وتحاليل مختلفة، ليستطيع إدراك طبيعة الجسم، ومن ثمّ يعرف احتياج الجسم لنوعية الأكل التي تناسبه حتى لا يصاب بأي أمراض، فعلاج أي مرض دوما في الطعام وكيفية استخدامه بالشكل الأمثل".
وأكد الفائز بالميدالية الفضية، أن "الجهاز يقوم بالطبخ الأمثل لك، بخلاف المعلومات الخاصة بجميع الأكلات الموجودة في العالم، كما أنه يقوم بتحديد نوعية الأكل من حيث كيفية الطهي وما يتناسب مع المعلومات التي تمت إضافتها عن كل شخص، ليكون الجهاز هو المرجع الصحي له".
روبوت التشخيص الطبي
ولمساعدة الفرق الطبية من حيث التشخيص الطبي المبكر بواسطة الذكاء الاصطناعي، فاز بالميدالية الفضية محمود الكومي عن ابتكاره "روبوت التشخيص الطبي المبكر" بواسطة الذكاء الاصطناعي.
وقال: "كنت أصغر المتقدمين من الفريق المصري، والفكرة ببساطة هو التشخيص الدقيق والسريع للمريض خلال دقائق، ووضع البروتوكول العلاجي المناسب له، بدلا من ضياع الوقت في الفحوصات وانتظار النتائج".
وعن الفوز بالميدالية أكد الكومي لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن "تمثيل مصر في حدث مهم مثل هذا أمر كبير للغاية، استطعنا أن نقول للجميع إن مصر دولة تنمو بقوة، ومهما كانت الظروف صعبة فنستطيع أن نثبت أننا قادرين على النجاح وبقوة".
وأكد "مهندس الروبوتات والأنظمة الذكية"، أن الأمر يعتمد على إدخال كم كبير من المعلومات لحالات كثيرة مريضة طبيا وبمستويات مختلفة، يقوم الروبوت بقياس الأعراض الموجودة في جسم المريض، ثم عمل مقارنة بينها وبين الحالات الأخرى الموجودة في المعلومات التي تم إدخالها".
حقنة لالتئام كسور العظام
الفائزة الثالثة بالميدالية الفضية هي الدكتورة فاطمة سمير عن ابتكارها طريقة لتحسين التئام كسور العظام، والتي تقول لموقع "سكاي نيوز عربية" إن "موضوع الاختراع هو تركيبة يتم حقنها في العظام خارجيا دون أية عمليات، تدخل في مكان الكسر ثم تبدأ في التجمد، وتقوم بإخراج مادة دوائية تساعد على التئام الكسور".
وتابعت سمير أن "الاختراع يساعد بشكل كبير كبار السن، والذين يعانون من هشاشة العظام ومن الصعب دخولهم عمليات، لأن هذه التركيبة تساعد على الالتئام وخاصة الكسور التي تحتاج لفترات طويلة".
وأشارت إلى أنه تم عمل التجارب المعملية على التركيبة ثم التجارب على الفئران، ومن المنتظر أن يتم عمل تجارب أكبر خلال الفترة المقبلة وبأشكال أكبر.
وعن مستقبل الاختراع ومتى يرى النور ويكون متاحا للاستخدام الجماهيري، أوضحت الفائزة بالميدالية الفضية، أن "هناك إجراءات سيتم العمل عليها مع وزارة الصحة المصرية خلال الفترة المقبلة لتسجيل الدواء"، مشيرة إلى أن "الأمر صعب للغاية، إذ لابد من تبني شركات لمثل تلك الأبحاث كي تخرج للنور".
وحول الفوز بالميدالية الفضية، قالت سمير: "لم أتوقع من الأساس أن أشارك في يوم من الأيام بمثل هذا المعرض الدولي الكبير، وعندما علمت بالحصول على الميدالية كنت سعيدة للغاية وشعرت بأن هناك أمرا مهما في البحث العلمي المصري، وبأن مشروعي تم تقييمه من أساتذة كبار أشادوا به"، موجهة الشكر لأكاديمية البحث العلمي التي قامت بتدعيمها وتوفير كل الطرق والإمكانيات لتقديم الفكرة بالشكل الأمثل.
روبوت الأراضي الوعرة
أما الميدالية البرونزية ففاز بها 4 من الفريق المصري، من بينهم تامر عطية عن ابتكاره روبوتا سريعا قابل للمواءمة في الأراضي الوعرة، وحسام عبد الرازق الذي ابتكر سيارة سباق تعمل بالطاقة الكهربائية.
بخاخ للحماية من كورونا
وثالث الفائزين بالبرونزية هو الأستاذ الدكتور عمرو هلال، عن ابتكاره مزيج الزيوت العطرية للوقاية من الإصابة بفيروس كورونا.
ويقول في حديثه مع موقع "سكاي نيوز عربية": "المشروع هو كيفية تحويل خلاصة الزيوت الطيارة (النعناع والزعتر وحشيشة الليمون والكافور) المعروفة بقدرتها على مقاومة الفيروسات والبكتيريا، وتحويلها إلى بخاخ يكون الحامي من وصول تلك الفيروسات للإنسان".
وتابع: "هناك طرق عديدة للحماية من فيروس كورونا المستجد بالتطهير خارج الجسم ولبس الكمامات، لكن لا توجد طريقة للحماية ومواجهته عند الفم والحنجرة"، مما يعكس أهمية ابتكاره.
وأضاف هلال: "المشروع مموّل من أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا بالتعاون مع كلية الزراعة جامعة القاهرة بإشراف عام من الدكتور صبحي محسن أستاذ علوم التغذية، وخلال الـ3 أشهر المقبلة سيتم التقدم وتسجيل المنتج في هيئة الأدوية، من تصنيع الشركة العربية للأدوية".
وأشار إلى أنه من المتوقع أن يكون في الأسواق في النصف الثاني من هذا العام، منوها إلى أن أهمية المنتج تتمثل في أنه يحمي إلى حد كبير من دخول الفيروسات عن طريق الفم والحنجرة، بخلاف أنه يساعد على الانتعاش، وتوجد توصية باستخدامه في حال التواجد في أماكن مزدحمة.
وأكد هلال في حديثه مع موقع "سكاي نيوز عربية"، على أنه "تم تطوير منتج آخر من خليط الزيوت الطيارة وذلك على شكل باستيليا للاستحلاب، لكي تمنح الشعور بالانتعاش، بالإضافة إلى المساعدة في الوقاية من بعض الفيروسات والميكروبات، من خلال فريق بحثي مكوّن من 10 أساتذة، مما يمثل أهمية تكامل العلم مع الصناعة لإضافة قيمة عالية للمنتجات المحلية".
وعن الفوز بالميدالية، أكد مبتكر مزيج الزيوت العطرية للوقاية من الإصابة بفيروس كورونا، أن "الفوز بجائزة دولية هو اعتراف بقيمة الأبحاث والعقول المصرية في التميّز والابتكار على مستوى العالم".
"وداعا ألزهايمر"
وآخر الفائزين الثمانية وأحد الفائزين بالميدالية البرونزية، هي الدكتورة علا هيكل، عن ابتكارها استخلاص نخالة الأرز لعلاج مرض ألزهايمر.
وقالت لموقع "سكاي نيوز عربية": "سعيدة للغاية بهذا التكريم لأنه يعتبر نتاج عمل استمر نحو 15 عاما، من البحث والتقصي والعمل الشاق مع عدد من الفرق البحثية والأساتذة الذين آمنوا بالفكرة وأهميتها".
وتابعت هيكل أن "استخلاص نخالة الأرز لعلاج مرض ألزهايمر هو منتج محلي نعمل عليه منذ سنوات طويلة مع بعض الباحثين في ألمانيا، وقدمنا أبحاثا عديدة لتحسين بعض الوظائف في أمراض الشيخوخة المتعلقة بالذاكرة والسمنة، بخلاف أن له فوائد كثيرة للغاية".
وأكدت أنه "سيتم العمل على استخدام الإنزيمات خلال استخلاص المواد الفعالة من نخالة الأرز ليكون أكثر أمانا، وليكون أيضا مستحضرا سريع التحضير"، لافتة إلى أنه بحلول نهاية العام الجاري "ستكون هناك نتيجة فعالة ويكون المنتج متاحا للجميع بشكل آمن للغاية".