تحت شعار "مكافحة ألعاب الإنترنت العنيفة"، أطلقت معلمة مصرية في محافظة الإسكندرية الساحلية، مبادرة لتوعية وحماية الأطفال من خطر الألعاب الإلكترونية العنيفة، مثل "بابجي" ومثيلاتها من ألعاب تحمل المحتوى ذاته.

وتقول المدرسة المصرية نجلاء عياد في تصريحات لموقع"سكاي نيوز عربية"، إن هذه المبادرة تستهدف مساعدة الطلاب على التخلص من حالة الإدمان التي أصابت هذا الجيل بسبب ألعاب الإنترنت، خاصة بعد تزايد حالات العنف والوفاة وسط هذا الجيل بسبب هذه الألعاب، خاصة مع تفشي جائحة كورونا وتوقف الدراسة.

حجج ودلائل عدة استخدمتها المعلمة المصرية لإقناع الطلبة، منها شرح مبسط لتأثيرات مثل هذه الألعاب على الصحة الجسدية والنفسية، واعتمدت فيها على بعض الدراسات المنشورة بالمجلات والمواقع العلمية.

وعن مدى تفاعل الطلبة معهم مع المبادرة، أكدت أن هناك تجاوبا كبيرا من قبل الطلبة، حيث بادر عدد منهم بالمشاركة في التعريف بها عن طريق فريق أسموه "المكافحين"، ما أدي إلى سرعة تجاوب باقي زملائهم مع المبادرة وإعلانهم التوقف عن ممارسة مثل هذه الألعاب.

وتتمني المعلمة أن تتبنى وزارة التربية والتعليم المصرية هذه المبادرة لتعميمها في باقي مدارس الجمهورية، وأيضا دخول وزارة الاتصالات كطرف فاعل في المبادرة لأنها تملك الآليات لحجب مثل هذه الألعاب من على شبكة الانترنت.

تحقيقات وتحذيرات

وأكثر من مرة، حققت النيابة العامة المصرية في وفاة أطفال بسبب إدمان الألعاب الإلكترونية، وكان آخرها منذ عدة أيام بعد انتحار طفل مصري بسبب لعبة إلكترونية وضعت بنود وشروط يجب أن يقوم ممارسها باتباعها، ويكون آخر شرط فيها الانتحار وهو ما نفذه هذا الطالب.

من جانبها، حذرت دار الإفتاء المصرية أولياء الأمور من ممارسة الأطفال للألعاب الإلكترونية دون رقابة، مع ضرورة مراقبة سلوك وأخلاق الطفل أثناء ممارسة هذه الألعاب، ومعرفة ما يجوز منها وما لا يجوز.

وقالت: "ممارسة الألعاب الإلكترونية تكون جائزة شرعا إذا كانت تعود بالنفع على الطفل ولا تؤدى إلى الضرر عليه أو على مجتمعه".

وأضافت أن هذه الألعاب تصبح محرمة إذا كانت تضر بالطفل وتؤثر على نفسيته وصحته وعقله، فتربى فيه العنف والعدوانية وحب ارتكاب الجرائم ضد مجتمعه وأوطانه.

الدكتور محمد الراجحي استشاري تعديل السلوك والتخاطب المصري، قال لـموقع "سكاي نيوز عربية"، إن هناك بديلا عن الألعاب الإلكترونية وهو أكثر أمنا.

وأكد الراجحي أن الأبوين من الممكن أن يساعدا أطفالهم في أداء تدريبات تقوي مهاراتهم الذهنية، مشددا على أن الأطفال في أوقات العزل والتباعد الاجتماعي في ظل وباء كورونا، يجب أن يمارسوا هذه الرياضات الذهنية، التي من الممكن أن تشمل المكعبات والأحاجي وتكوين الصور وإعادة سرد قصة، واللعب بالصلصال، وهي تعتبر بديلا مناسبا للتعامل مع الإنترنت فترة طويلة.

أخبار ذات صلة

مبادرة مصرية تستهدف تجميل المناطق الشعبية بقوة الألوان
"عاش هنا".. مصر تخلد "الأطباء الشهداء"
مات أمام الكمبيوتر بسبب "ليلة كاملة من ألعاب الفيديو"
تعرف إلى "حيل" المطورين لإدمان ألعاب الفيديو

 مخاطر الإنترنت على الأطفال

من ناحية أخرى، حدّد باحث مصري أكثر من 10 مخاطر جراء استخدام الأطفال للإنترنت، من بينها الانحراف الأخلاقي للأطفال وإغراقه في قالب معين يُحرف شخصيته.

وأعدّ الدكتور محمد مصطفي محروس، هذه الدراسة بحثه بمعهد العلوم الاجتماعية في جامعة الإسكندرية، عن دور وسائل التواصل الاجتماعي في الارتباط المفرط والانحراف الأخلاقي للأطفال في سن (4 – 11 سنة)؛ لمعرفة أثر الارتباط المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي على الأطفال، وتحديد أثر التعلق لدي الأطفال من خلال استخدامهم لوسائل التواصل الاجتماعي، وكيفية العلاج من آثارها.

وقال الباحث المصري لـموقع "سكاي نيوز عربية"، إنه لا يمكن الهروب من شبكة الإنترنت في الوقت الحالي، إذ لا يقتصر استخدامها على عمر أو فئة معينة.

وأشار إلى أن مخاطر استخدام الإنترنت تتضمن سرقة الوقت من الطفل، وتحوّله لطفل عصبي الطباع حال الاستمرار لساعات طويلة أمام الشبكة، وتأثر وضعه النفسي لأنه يعيش أجواءً مختلفة عن الواقع الاجتماعي المحيط به، بخلاف أنه يعيش في وهم الألعاب التي يستخدمها.

وأضاف أن الألعاب الإلكترونية تتسبب في زيادة العدوانية عند الطفل، كما تؤدي شبكة الإنترنت لزيادة الانطوائية عند الأطفال، بخلاف ضعف شخصيتهم وغياب الهوية لديهم، بجانب التأثير على تفكيرهم حال بقائهم كثيرا أمام الشاشة.