ظل الأطفال في مأمن من فيروس كورونا المستجد إلى حد كبير، منذ ظهور الجائحة، وحتى عندما يصابون بالعدوى، لا تظهر عليهم أعراض شديدة، في الغالب، أو أنهم يفطنون لإصابتهم عن طريق إجراء فحوص روتينية.
لكن حالة رضيع في الولايات المتحدة، أثارت حالة من الحيرة، بعدما وجد الأطباء أن جسمه يحملُ شحنة مرتفعة من الفيروس، في حين أن هذا الأمر غير مألوف لدى أقرانه.
وجرى رصد هذه الحالة من بين ألفي طفل عولجوا من مرض "كوفيد 19" في المستشفى الوطني للأطفال بالعاصمة واشنطن.
ومرض هذا الرضيع بشدة من جراء إصابته بفيروس كورونا، في حين أن معظم مصابي صغار السن لا يضطرون إلى دخول المستشفى، أو يعانون أعراضا خفيفة.
وبحسب ما نقلت صحيفة "واشنطن بوست"، فإن شحنة الفيروس لدى هذا الرضيع كانت مرتفعة بـ51.418 ضعفا مقارنة بمتوسط شحنة فيروس كورونا المستجد التي تسجل عادة لدى أقرانه في العمر.
ولم تقف صدمة الأطباء عند هذا الحد، لأن الأمر لم يقتصر على الشحنة فقط، بل كشف الفحص أن الفيروس الذي أصاب الرضيع يحمل طفرة لم يجر التعرف عليها من ذي قبل.
وقالت روبرتا دبياسي، وهي مديرة قسم الأمراض المعدية في المستشفى، إنها لم تستطع أن تبني خلاصات، استنادا إلى حالة واحدة فقط، لكنها دقت جرس الإنذار حتى يدخل الباحثون على الخط، من أجل الكشف عن ملابسات الحالة.
ووجد الباحثون دليلا على أن الفيروس الذي أصاب الرضيع الأميركي يحمل طفرة أطلق عليها الاسم العلمي " N679S".
ورجح الباحثون أن تكون هذه الطفرة منتشرة في ولايات قريبة من ساحل المحيط الأطلسي، مثل نيويورك ونيوجيرسي وفرجينيا والعاصمة واشنطن.
وأصيب الرضيع بفيروس كورونا المستجد، في سبتمبر الماضي، ثم تعافى من مرض "كوفيد 19"، ولا يعرف الأطباء ما إذا كانت حالته معزولة، أو إنه مؤشر على أشياء مماثلة قد يجري تسجيلها مستقبلا.
وتبرز هذه المخاوف، في ظل توجس الباحثين من تأثير محتمل للسلالات المتحورة على نجاعة اللقاحات التي جرى تطويرها لأجل الوقاية من العدوى.
وشرحت الباحثة الأميركية ديبياسي "ربما يكون الأمر فعلا مصادفة"، لكن الربط بين الأمرين، أي بين الشحنة العالية من الفيروس وبين الطفرة الجديدة، يبدو أمرا واردا بقوة".
وقال الباحث المختص في علم الفيروسات بكلية ماساشوستس للطب، جيرمي لوبان، إن شحنة الفيروس التي جرى رصدها في أنف الرضيع "صادمة بحد ذاتها وجديرة بالانتباه".
لكن هذا الباحث لم يجزم بشأن السبب، قائلا إنه من المحتمل أن تكون هذه الشحنة المرتفعة من الفيروس ناجمة بالفعل عن الطفرة الجديدة، لكن الأمر قد يكون أيضا بسبب طبيعة الجهاز المناعي للرضيع الذي سمح للفيروس بأن يتكاثر ويصبح خارج السيطرة.