تحدثت مصادر إعلامية جزائرية، مؤخرا، عن استعداد البلاد لاستقبال أول شحنة من اللقاح المضاد لفيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، يوم الأربعاء، فيما يصف مسؤولون وضع الوباء محليا بـ"المستقر".
ونقلت وسائل الإعلام الجزائرية عن المدير العام لمعهد "باستور" الصحي، فوزي درار، يوم الأربعاء، قوله "اللقاح سيصل إلى الجزائر خلال ساعات".
وكثر الحديث في الآونة الأخيرة عن اقتراب موعد استلام الجزائر للشحنة، فيما لم يصدر أي تأكيد رسمي.
واقتصرت التصريحات على مسؤولين يؤكدون أن الجزائر تسابق الزمن في هذا الإطار، فيما أنشئت منصة رقمية لحجز مواعيد أخذ المواطنين للقاح.
وكان الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، قد أكد قبل سفره إلى ألمانيا لإجراء عملية على مستوى الساق، ضرورة إطلاق عملية التلقيح قبل نهاية شهر يناير.
ووجه تبون، الذي يرتقب أن يعود إلى الجزائر، الأسبوع المقبل، أوامره لللجنة العلمية المكلفة بمتابعة الوضعية الوبائية لاختيار اللقاح الأنسب ضد الفيروس.
وأشار عضو اللجنة الوطنية لرصد ومتابعة انتشار فيروس كورونا في الجزائر، محمد بقاط بركاني، إلى وجود فرق بين ما وصفهما بـ"التوقيت السياسي" و"التوقيت العلمي".
وقال بقاط في حديث مع موقع "سكاي نيوز عربية:"لا يمكن التأكيد بالضبط متى يبدأ توزيع اللقاح في الجزائر، ننتظر أولا وصول الشحنة وعملية التلقيح ستأخذ بلا شك فترة طويلة، قد تصل إلى سنة أو سنتين كي نحقق المناعة الجماعية".
وتوجد عدة خيارات أمام السلطات الجزائرية، وأبرزها ثلاث أنواع من اللقاحات وهي لقاح سبوتنيك الروسي ولقاح فيزر البريطاني والصيني سينوفارم، وتترقب الجزائر تتسلم شحنة من 50 ألف جرعة من روسيا.
وفيما لم يجر اتخاذ قرار نهائي حتى الآن بشأن اللقاح الذي سيتم توزيعه على المواطنين، تشهد الجزائر حالة استقرار كبيرة في الإصابات خاصة في الحالات الخطرة (معدل من 200 إصابة يوميا والوفيات 5).
السلالة الجديدة وغلق الحدود
ووصف بقاط الوضع في الجزائر بالمستقر مقارنة بالعديد من الدول وحتى المجاورة منها وقال:"الجزائر تشهد حالة استقرار كبيرة، وهذا بفضل الإجراءات المتخذة منذ بداية الجائحة، وأبرزها غلق المجال الجوي والحدود البرية منذ 17 مارس إلى يومنا هذا".
ورغم مساهمة خطوة غلق الحدود في محاصرة الوباء الا إنها تشكل تحديا سياسيا من نوع آخر، وذلك بسبب توقف الرحلات الجوية، لأن هذا الإجراء بات يشكل عبئا كبيرا يثقل كاهل الجالية الجزائرية الموجودة في الخارج والتي تطالب بفتح الحدود والسماح لأفرادها بزيارة البلاد.
وفي الآونة الأخيرة، زف النائب عن الجالية الجزائرية، سمير شعابنة، في تدوينة على موقع فيسبوك، خبر عودة الطيران بشكلها الطبيعي وكتب "عودة قريبة للرحلات الجوية".
وظهر فيروس كورونا في الجزائر أول مرة، شهر فبراير 2020، وكانت أول حالة لرجل إيطالي قدم إلى البلاد.
ويستعبد الخبراء وصول السلالة الجديدة من الفيروس التي ظهرت في بريطانيا بسبب الإجراءات المشددة التي تعتمدها الجزائر وأهمها غلق الحدود، وقال بقاط:"لا يوجد تخوف من انتشار السلسلة الجديدة، ونسبة العدوى في الفيروس الموجود حاليا ضعيفة".
مخاوف الأعراض مطروحة
وتواجه الجزائر تحدي توفير كمية كافية من اللقاحات، وهو الأمر الذي دفعها للتفكير في إجراء مزيد من المفاوضات مع المختبرات العالمية المنتجة للقاح "كوفيد "،19 من بينها مختبرات "جونسون آند جونسون" الأمريكي و"نوفافاكس" الأميريكي، وكذا "سانوفي" و"غلاكسو سميث كلاين"، وهي خيارات ما تزال مطروحة أمام الجزائر إلى حد الآن.
ويتخوف الأطباء في الجزائر من نجاعة اللقاح وذلك مقارنة بالشروط ال14 التي تفرضها المخابر الدولية المنتجة للقاح، حيث تتنصل المخابر من أي أعرض جانبية تنجم عن اللقاح وتعتبر الدول المستوردة مسؤولة من الناحية القانونية عن أعراض.
ويتساءل الأطباء في الجزائر على غرار أطباء العالم، حول طرق توزيع اللقاحات ومدى ونجاعتها، على اعتبار أن العملية ليست سهلة وذلك بالنظر إلى حجم الكثافة السكانية والمساحة الجغرافية للبلاد الذي يصل عدد سكانه إلى 45 مليون نسمة.
في هذا الصدد، طمأن المتحدث باسم اللجنة الجزائرية لرصد فيروس كورونا، جمال فورار الرأي العام والأطباء، مشيرا إلى أن العملية ستبدأ من خلال تطعيم أفراد الأطقم الطبية والأمن والمسنين وأصحاب الأمراض المزمنة كخطوة أولى ومستعجلة.
وفي وقت الذي فضلت فيه عدة دول تأجيل عملية استيراد اللقاح إلى شهر ماي للحصول على ضمان أكبر من المخابر، وجهت منظمة الشرطة الجنائية الدولية "الأنتربول" تحذيرا لعدة دول منها الجزائر من خطر انتشار شبكات إجرامية دولية تسعى لتسويق لقاحات مغشوشة تستهدف العائلات عبر مواقع الإنترنت.