كشفت صحيفة "غارديان" البريطانية، نقلا عن خبراء في الأمن الرقمي أن قراصنة إنترنت مدعومين من دول مثل الصين وروسيا وإيران وكوريا الشمالية، يخوضون محاولات دؤوبة من أجل سرقة أسرار اللقاحات التي جرى تطويرها ضد فيروس كورونا.
وبحسب المصدر، فإن هذه المحاولات لأجل سرقة معلومات ذات حساسية عالية، تأتي بينما تحصل شركات كبرى على ترخيص بشأن استخدام طارئ للقاحات وأدوية مضادة لمرض "كوفيد-19".
لكن هذه الأعمال ليست أمرا جديدا، ففي بداية الوباء، أيضا، تحدث بعض التقارير عن هجمات إلكترونية مماثلة لأجل سرقة بيانات بشأن المواصفات الجينية للفيروس.
وتتحرك أجهزة مخابراتية غربية، في حالة من التأهب لأجل تفادي أي سرقة من هذا النوع، وأكد مكتب الأمن السيبراني البريطاني أنه ملتزم بحماية موارد البلاد، لكنه لم يفصح عن الشيء الكثير.
وقال آدم مايرز، وهو نائب رئيس شركة "كراود سترايك" المختصة في الأمن الرقمي، إن دولا مثل الصين وإيران تعمل جاهدة لاختراق شركات ووكالات غربية على مدى السنوات العشرين الماضية.
لكن ما حصل بعد مارس 2020، بحسب الخبير الأمني، هو أن هذه الهجمات الإلكترونية باتت تركز على موضوع وباء كورونا الذي أحدث أزمة غير مسبوقة في العالم.
وأورد أن تطوير لقاح ضد كورونا تحول إلى مسألة "فخر وطني"، أي من بوسعه أن يكون أول دولة تحضر لقاحا ضد العدوى.
وتنفي الدول التي توجه إليها الاتهامات، أن تكون متورطة بالفعل في هذه الهجمات الإلكترونية الساعية إلى سرقة أسرار بشأن لقاحات وأدوية كورونا.
ويرى خبراء أن هذه الهجمات الإلكترونية لا يجري شنها من قبل قراصنة أفراد، وإنما من طرف أشخاص على صلة بأجهزة في المخابرات والدفاع داخل بلدانهم.
وفي وقت سابق، ذكرت بعض التقارير أن مختبرات بريطانية وكندية تعمل على لقاح كورونا تعرضت لهجمات إلكترونية من قبل قراصنة يحملون شعار الدب الروسي، ويرجح أن تكون جماعة "الدب الدافئ" الروسية، هي المسؤولة، بينما يتحدث البعض عن صلتها بجهاز الأمن الداخلي في روسيا.
وفي مايو الماضي، اتهم قراصنة مرتبطون بإيران بمحاولة سرقة أسرار من شركة الأدوية الأميركية "غيلياد ريسيرش"، وحاولوا أن يتسللوا من خلال حساب إلكتروني لأحد كبار المسؤولين في الشركة.
ويستبعد خبراء الأمن السيبراني في بريطانيا، حاليا، أن يكون هؤلاء القراصنة قد نجحوا في الحصول على معلومات ذات قيمة بشأن اللقاحات والأدوية التي يجري تطويرها لأجل كبح وباء كورونا.