اعتقد علماء الفلك على مدى السنوات الماضية أن الثقوب السوداء لا تسرّب الضوء عند اصطدامه مع بعضه البعض، إلا أن بحثا علميا حديثا أثبت عكس ذلك.
فقد رصد علماء الفلك في 21 مايو من العام الماضي، باستخدام مقياس التداخل فيرغو "مقياس تداخل العذراء"، وهو أداة علمية ليزرية عملاقة لقياس التداخل مصممة للكشف عن الأمواج الثقالية التي تنبأت بها نظرية النسبية العامة، ومرصد الموجات الثقالية بالتداخل الليزري، موجة جاذبية مرافقة لاندماج ثقوب سوداء، أطلق العلماء عليها اسم "إس 190521 جي".
ودرس العلماء على مدى سنوات البيانات التي جمعت عبر الاستعانة بمرصد "زويكي العابر" المعروف اختصارا باسم (ZTF)، وهو مشروع مسح هوائي تلقائي يدار من مرصد "بالومار" التابع لمعهد كاليفورنيا للتقنية، ليكتشفوا مؤخرا أن هناك ضوء صدر عن تلك الظاهرة، وفق دراسة نشرت نتائجها في مجلة "فيزيكال ريفيو ليترز".
وبحسب عالم الفلك ماثيو غراهام من معهد كاليفورنيا للتقنية، فإن صدور الضوء من اندماج الثقوب السوداء، حدث غير عادي، ويتم رصده من خلال رصد موجات جاذبية، بخلاف النجوم النيوترونية والتي ينجم عن تصادمها أشعة تحت حمراء وفوق بنفسجية وسينية وغاما وموجات راديو.
ووفق ما ذكر موقع "غيزمودو"، المتخصص بالأخبار العلمية والتقنية، فإن الظاهرة "إس 190521 جي"، حدثت قرب الثقب الهائل في مركز مجرتنا درب التبانة، حيث يحيط بالثقب قرص مملوء بالغاز والغبار والنجوم النيوترونية والثقوب السوداء الأصغر حجما.
ووصف عالم الفلك والمؤلف المشارك في الدراسة، كي سافيك فورد من جامعة مدينة نيويورك، الظاهرة بالحدث الفلكي المميز، حيث تسبب الغاز المتدفق في إحداث فجوة بالثقب الأسود، الأمر الذي أثار رد فعل مع الغاز المحيط، ونتج عن ذلك توهج ساطع.
وسيعكف العلماء على مراقبة عمليات اندماج الثقوب السوداء عن كثب في السنوات القادمة لرصد المزيد من الحوادث المشابهة، رغم وجود صعوبات تتمثل في صعوبة تمييز الثقوب عن النجوم النيوترونية في حال تصادمها.