تمكن طفل مغربي لا يتعدى عمره 11 سنة، من ابتكار نظارة إلكترونية تنبه حاملها بعدم وجود مسافة الأمان المحددة في متر واحد، التزاما بالإجراء الوقائي المطلوب للحماية من العدوى بفيروس "كورونا" المستجد.

والنظارة الإلكترونية مزودة بمستشعرات، وتطلق إنذارا تنبيهيا بتجاوز مسافة الأمان، ويمكن استعمالها من طرف المكفوفين، كما تظهر على عدستها أرقاما كبيرة تحجب الرؤية، في حال تجاوز المسافة المفروضة.

وأوضح الطفل محمد بلال حموتي من مدينة وجدة (شرق المغرب)، في حديثه مع "سكاي نيوز عربية"، أن انطلاق الفترة الأولى من حالة الطوارئ الصحية كانت فرصة سانحة له لتعلم المهارات والتقنيات التكنولوجية، ومحاولة تجريب العديد من الأفكار.

وأضاف أنه يستعين في تركيب وتطوير أفكاره بعناصر وتقنيات بسيطة، وأحيانا يضطر إلى الاستعانة بعناصر مستعملة من ألعابه الذكية للأطفال.

وكشف حموتي، أنه مولع بحب الاختراعات والتجارب وعلم الروبوتات منذ نعومة أظافره، وكان يمني نفسه عند حصوله على لعب إلكترونية بصنع مثيل لها، إلا أن رغبة والده حينذاك كانت التركيز أكثر على الدراسة.

أخبار ذات صلة

10 ملايين قرص بعد 4 أسابيع.. "ديكساميثاسون" في المتناول

وعند حصوله على لوح تطوير إلكتروني (آردوينو) في بداية الحجر الصحي، أطلق العنان لتطبيق أفكاره من رحم الطوارئ الصحية، حيث ابتكر نظارة مسافة الأمان، وله ابتكارات أخرى مثل سلة ذكية للقمامة تتيح رمي القمامة دون لمسها، تفتح تلقائيا بمجرد الاقتراب منها ويمكن استخدامها داخل المنازل وكذا في المستشفيات والمصحات، إضافة إلى أرجل للروبوت ويدين اصطناعيين لحمل المسامير.

ويطمح الطفل المغربي، إلى الحصول على المساعدة فيما يخص توفير الإمكانيات للعمل على أفكار جديدة، أو أي دعم من أساتذة مختصين لتطوير مهاراته وتوجيه مساره الدراسي نحو علم الروبوتات والتكنولوجيا.

ومن جهتها، أفادت هناء هاشمي، أستاذة التعليم العالي ورئيسة الجمعية المغربية للتكنولوجيا والعلوم، أن نظارة المسافة الأمنية التي ابتكرها الطفل محمد، تمثل مشروعا جيدا لاحتضانه والمساهمة في تحسين شكله لكي يرى النور، وأن إنتاج هذه النظارات في الوقت الراهن سيغطي حاجة الناس للالتزام بمسافة الأمان.

ونوهت هاشمي، بفكرة الطفل حموتي وبابتكاره، موضحة أنه استخدم العديد من التقنيات لتطبيق فكرته، مثل كاشف الحركة والحواجز وتقنية اتباع الخط، ورغم أنها أدوات تحتاج لخبرة في العديد من التقنيات، إلا أنه استطاع تعلمها عبر الإنترنت وتوظيفها في تحقيق أفكار جديدة.

واعتبرت أن الطفل نابغة ويستحق مد يد العون له كي يشق طريقه في علم الروبوتات، وقالت إن مشروعه جيد ويخدم حاجة الناس أثناء فترة الحجر الصحي والحماية من عدوى فيروس كورونا، مضيفة أن المغرب في حاجة لأشخاص مثل الطفل محمد، للتفكير في ابتكارات واختراعات توفر الحماية الصحية للناس.