أشار تقرير نشرته وكالة الفضاء الأميركية "ناسا"، الثلاثاء، إلى أن مستكشفي الفضاء في المستقبل، قد يتلقون إشارات تشبه تلك التي كانت ترسلها المنارات للبحارة في الماضي لتوجيههم، ولكن مصدرها سيكون من "النجوم النابضة".
و"النجم النابض" عبارة عن نجم نيوتروني "أصغر وأكثر أنواع النجوم المعروفة كثافة"، ويتمتع بمغناطيسية عالية، يقوم بإصدارها على شكل إشعاعات عبر أقطابه.
وتبدو "النجوم النابضة" ذات وميض متقطع، تومض ثم تنطفئ مرارا وتكرارا، في إيقاع منتظم، وذلك أثناء دورانها.
وبحسب ما ذكرت "ناسا" في بيان، فإن العلماء والمهندسين في محطة الفضاء الدولية، يعملون على تطوير "نظام ملاحة" قائم على "النجوم النابضة"، لدعم رواد الفضاء وتوجيههم في برنامج "أرتميس"، الذي كشفت عنه إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في العام الماضي، ويهدف لإيصال رواد فضاء إلى القمر بحلول 2024، وغيرها من البعثات المستقبلية إلى المريخ.
وسيجمع التلسكوب المثبت على محطة الفضاء الدولية "فوتونات الأشعة السينية" التي تنبعث من "النجوم النابضة"، ذات البريق العالي، لاستخدامها في نظام الملاحة XNAV، والذي سيزوّد رواد الفضاء بمعلومات خاصة بالتنقل في أرجاء النظام الشمسي وخارجه.
وتعليقا على مشروع "ناسا"، قال الباحث في مركز غودارد لرحلات الفضاء في غرينبيلت بولاية ماريلاند الأميركية، لوك وينترنيتز: "يستخدم نظام تحديد المواقع إشارات متزامنة بدقة، وكذلك فإن النبضات الصادرة من النجوم النابضة مستقرة على غرار الساعات الذرية، مما يجعلها مفيدة للغاية".
وبفضل استقرار نبضات هذه النجوم، يستطيع العلماء حساب مسافة وزمن وصولها لأي نقطة في النظام الشمسي، وبالتالي تقديم معلومات تتعلق بالتنقل بين الكواكب.
وبمقدور العلماء حساب المسافات الكونية باستخدام النجوم النابضة، وذلك لأنها تتحرك عبر الفضاء في الوقت الذي تومض فيه عددا من المرات في الثانية الواحدة، وتغيّر موقع النجم يشير إلى أن الضوء الذي يبعثه يتطلب وقتا أطول أو أقل كي يصل للأرض أو أي نقطة أخرى في الفضاء مثلا.
كذلك يمكن رصد "النجوم النابضة" في النطاقات اللاسلكية، علما أن الأشعة السينية الصادرة عنها تكون دقيقة أي أنها لا تتأخر أثناء تنقلها، نظرا لطبيعة الفضاء الخارجي، إلا أنها تعاني من مشكلة وحيدة تتمثل في ضعفها، الأمر الذي يحتّم على العلماء العاملين على مشروع نظام الملاحة XNAV جعلها حساسا للإشارات.