على خلفية انتشار الاحتجاجات في أميركا بسبب مقتل المواطن من أصل أفريقي جورج فلويد، حذر أكثر من 1300 خبير صحي من خطورة استخدام أساليب قمع مثل إطلاق الغاز المسيل للدموع ورذاذ الفلفل على حشود المتظاهرين، خوفا من تفشي أكثر لفيروس كورونا المستجد.
وأوضحت صحيفة "الغارديان" البريطانية أن أكثر من 1300 عامل في مجال الرعاية الصحية من خبراء وأطباء وممرضين وقعوا رسالة مفتوحة طالبوا فيها بالامتناع عن استخدام المواد الكيمائية في قمع الاحتجاجات التي تشهدها الكثير من المدن في الولايات المتحدة الأميركية.
وأشار الخبراء إلى خطورة استخدام الغاز المسيل للدموع ورذاذ الفلفل في تفريق جموع المتظاهرين، لأنها قد تساهم بشكل كبير في المزيد من انتشار جائحة فيروس كورونا في البلاد.
وهذه ليست المرة الأولى التي يطالب فيها خبراء بالامتناع عن استخدام تلك المواد، فقد سبق ذلك تحذيرات عديدة، إذ أنها تعتبر "سلاحا كيميائيا" يمكن أن يكون مميتًا، خاصة لكبار السن أو الذين يعانون من امراض مزمنة أو تنفسية مثل الربو.
ولكن هذه المرة، يحمل استخدامها خطرا جديدا وهو المساعدة على نشر وباء كوفيد-19.
وفي هذا الصدد، يقول الطبيب بيتر تشين هونغ، إخصائي الأمراض المعدية إن الفيروس التاجي ينتشر عبر قطرات المخاط والبصاق الذي يطلقه الناس في الهواء عندما يسعلون أو يعطسون مما يجعل الغازات المسيلة للدموع والمهيجات الأخرى التي تتسبب في الاختناق تساهم في انتشار تلك الجائحة.
وتابع: "بخاخات الغاز والفلفل تتسبب في جعل بصاق وسعال ومخاط المحتجين ينتشر لمسافات بعيدة تتجاوز المترين والتي هي مسافة التباعد الاجتماعي. وعلاوة على ذلك، يمكن لهذه المواد الكيميائية أن تهيج الأنف والفم والرئتين، مما يسبب الالتهاب الذي قد يضعف قدرة الجسم على مقاومة العدوى".
وكانت دراسة أجريت في العام 2014 كشفت أن عناصر الشرطة والجيش المعرضين للغاز المسيل للدموع كانوا أكثر إصابة بأمراض الجهاز التنفسي مثل الأنفلونزا والالتهاب الرئوي.
وهنا يقول تشين هونغ لصحيفة "الغارديان": "استنشاق الغاز المسيل للدموع يشبه نفث شخص آخر الدخان في رئتيك مباشرة بكميات كبيرة، مما يعني أنك معرض للإصابة بأمراض خطيرة".
على صعيد آخر، حذر الخبراء في نفس الرسالة المفتوحة الشرطة من اعتقال واحتجاز المتظاهرين في أماكن ضيقة مثل السجون وعربات الشرطة، حيث يكون خطر انتقال الفيروس التاجي أعلى.