بعد أن ساد اعتقاد منذ فترة طويلة أن القمر يتكون من صخور "ميتة"، لكن أدلة جديدة كشفت خلاف ذلك، بعد أن أظهرت البيانات المأخوذة من المدار الاستطلاعي القمري التابع لوكالة ناسا تلالا مكشوفة ظهرت حديثا على السطح، ما قاد العلماء إلى الاعتقاد بأنها ناتجة عن نظام تكتوني نشط.
وذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية أن العلماء عثروا على أكثر من 500 بقعة من الصخور المكشوفة على جانب القمر خالية من القمم أو التربة المنتشرة عبر هذا الجانب من سطح القمر.
وأضافت أن هذه التلال ذات الأساس الصخري المكشوف، دليلا على أن النشاط التكتوني قام بتكسير سطح القمر منذ وقت ليس ببعيد، وتمكن الحطام الصخري من الانزلاق إلى الشقوق والفراغات تاركا الصخور مكشوفة.
وأشارت إلى أن معظم سطح القمر يكون مغطى بالحطام الصخري، لذا فمن النادر وجود مثل هذه البقع المكشوفة، وهو ما يجعل فريق العلماء، يقترح أن يكون هذا التصدع حديثا، وربما مستمر حتى اليوم، حيث أنه غالبا ما يتم تغطية مثل هذه الهياكل بسرعة.
ووفقا للدراسات العلمية، فإن معظم سطح القمر يتكون من الحطام الصخري، وهو طبقة غير متجانسة تغطي الصخور، وتتألف من الغبار والتراب والصخور المتكسرة الناتجة عن القصف المستمر للنيازك الصغيرة والمؤثرات الأخرى.
وشوهدت تلال بها صخور مكشوفة من قبل، وفسر العلماء وجودها بدليل يوضح أن الحمم البركانية هي التي أسفرت عن هذه الهياكل، لكن الدراسة الحديثة عثرت على تلال لا يمكن تفسيرها من خلال النشاط البركاني القديم، الذي يعود إلى ما قبل 4.3 مليار سنة، ويبدو أنها مرتبطة بنشاط تكتوني أحدث.
واستخدم فريق في جامعة براون، بقيادة أدوماس فالانتيناس، بيانات من المدار الاستطلاعي القمري التابع لوكالة ناسا لتحديد البقع المكشوفة الغريبة داخل بحار القمر وحولها، وهي البقع الداكنة الكبيرة على جانب القمر.
وقال المؤلف المشارك في الدراسة، من جامعة براون، بيتر شولتز، إن "الكتل المكشوفة على السطح لها عمر قصير نسبيا لأن تراكم الحطام الصخري يحدث باستمرار".
ومن خلال الملاحظات التي جمعها الباحثون، وجد الفريق أن الصخور المكشوفة الـ500، التي عثر عليها حديثا، تتماشى بشكل مثالي مع التصدعات القديمة في قشرة القمر التي رصدتها بعثة تابعة لوكالة ناسا في عام 2014.
وأضاف شولتز "هذا يجعلنا نعتقد أن ما نراه هو عملية مستمرة مدفوعة بأشياء تحدث في باطن القمر".
ويعتقد الباحثون أن النشاط التكتوني ربما بدأ منذ مليارات السنين عندما واجه القمر تأثيرا كبيرا، لأن الحطام الصخري عادة ما يغطي السطح بسرعة، وفقا للصحيفة البريطانية.
لكن الباحثين قالوا إن مثل هذا النشاط لا يزال مستمرا حتى اليوم، ما يدفع باستمرار إلى ارتفاع التلال وتكسيرها وترك حجر الأساس مكشوفا.