يطرح في كثير من وسائل الإعلام الأجنبية، السؤال التالي: "ما هي أفضل حماية ضد التقاط فيروس كورونا المتسجد؟" أو على وجه الخصوص "ما مدى فائدة الكمامات أو أقنعة الوجه؟".
هذا السؤال جاء في صحيفة الغارديان البريطانية بين أكثر الأسئلة شيوعا.
وردا على ذلك، يقول الأطباء أن هناك القليل من الأدلة على أن الأقنعة تحمي مرتديها من العدوى. بدلا من ذلك، يوصي الأطباء الناس بغسل أيديهم بانتظام، وتنظيف الأسطح في العمل أو المنزل ومقابض الأبواب بمواد مطهرة، بالإضافة إلى محاولة تجنب لمس عيونهم وأنفهم وفمهم.
ويحث مسؤولو الصحة في جميع أنحاء العالم الجمهور على التوقف عن شراء الكمامات إذا كانوا يتمتعون بصحة جيدة أو إذا لم يكونوا يقومون برعاية شخص مريض، وذلك لأن الأطباء والعاملين في مجال الرعاية الصحية يحتاجون إلى عدد كبير من الأقنعة والكمامات لأنهم على اتصال مباشر مع المرضى المصابين ويجب تغيير كماماتهم بشكل متكرر.
وقال المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ الصحية بمنظمة الصحة العالمية، الدكتور مايكل ريان، خلال مؤتمر صحفي الجمعة: "هناك ضغوط شديدة على معدات وأدوات الحماية في جميع أنحاء العالم.. إن شاغلنا الأساسي هو ضمان حماية العاملين الصحيين في الخطوط الأمامية وحماية المعدات والتجهيزات التي يحتاجون إليها لأداء وظائفهم".
وأضاف ريان أن الكمامات تمنع الشخص المريض في المقام الأول من إصابة شخص آخر سليم بالعدوى، مضيفا أن "هناك حدودا لم يمكن للكمامات توفيره من الحماية من الإصابة بالعدوى، وأن أهم شيء يمكن لأي شخص القيام به هو غسل اليدين، والحفاظ عليهما بعيدا عن الوجه، والاهتمام بتوفير النظافة الدقيقة للغاية".
وتوصي إرشادات منظمة الصحة العالمية بأن يستخدم العاملون في المجال الصحي الكمامات الجراحية لتغطية أفواههم وأنوفهم، لكن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها أوعزوا لهم بارتداء الكمامات المعروفة باسم "إن 95"، وهي أكثر سمكا وتتناسب بشكل أكبر حول الفم والأنف، وتمنع الجزيئات الأصغر حجما بكثير من الكمامات الجراحية الزرقاء.
بالإضافة إلى ذلك، تساعد الكمامات على منع انتشار الذرات المنطلقة من الفم والأنف أثناء السعال أو العطس، لكن الأخصائيين الطبيين قالوا إنه بالنسبة لأفراد الجمهور العاديين، فهي غير فعالة بشكل عام.
من يحتاج الكمامات أكثر من غيره؟
وذهب الجراح العام للولايات المتحدة، هو منصب رفيع في وزارة الصحة الأميركية والمتحدث الرسمي باسم شؤون الصحة العامة في الحكومة الفيدرالية للولايات المتحدة، إلى حد "حث" الناس عموما "على التوقف عن شراء الكمامات"، محذرا من أنها لن تساعد في منع انتشار فيروس كورونا الجديد.
أما الأهم في هذا الأمر هو أن شراء الكمامات يستنزف موارد مهمة للأخصائيين في مجال الرعاية الصحية الذي يحتاجون إلى هذا المورد الطبي المهم في عملهم.
وقال الجراح العام الأميركي جيروم أدامز "أحث الناس على محمل الجد التوقف عن شراء الكمامات!" بحسب ما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية.
وأضاف في تغريدة على حسابه في تويتر صباح يوم السبت "إنها ليست فعالة في منع عامة الناس من الإصابة بفيروس كورونا الجديد، لكن إذا لم يتمكن مقدمو الرعاية الصحية من الحصول عليها للعناية ولرعاية المرضى، فهذا يعرضهم ومجتمعاتنا للخطر!"
وتأتي هذه الدعوة من قبل الجراح العام الأميركي في الوقت الذي يندفع فيه المستهلكون الأميركيون الذين أصيبوا بالهلع بعد تفشي الفيروس والإعلان عن أول حالو وفاة في الولايات المتحدة، لشراء الأقنعة عبر الإنترنت، خصوصا تلك المعروفة باسم "إن 95"، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع كبير في أسعارها، بالإضافة إلى انتشار المنتجات المقلدة لها.
وفي تغريدة أخرى، قال أدامز إن أفضل طريقة للحماية من الفيروس هي غسل اليدين بانتظام، وبالنسبة لأولئك الذين يعانون من المرض للبقاء في المنزل.
نصيحة عامة
هناك اتفاق عام على أن يضع المرضى المصابون بالأمراض المعدية الكمامات الجراحية لأنها فعالة أكثر في عدم نشر العدوى للآخرين.
ولهذا السبب، أصدرت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها تعليمات إلى المستشفيات تطلب فيها من أي مريض يعاني من الحمى أو أمراض الجهاز التنفسي، أو سافر مؤخرا إلى ووهان، أو اتصل بشخص سافر إلى هناك، ارتداء الكمامات الجراحية.
وأخيرا، يوصي الأطباء في مختلف أنحاء العالم الناس بشكل عام، وقبل أي شيء آخر، أن يغسلوا أيديهم بشكل متكرر وقبل الأكل بالماء والصابون، كما يوصون باستخدام معقم اليدين لأنه أكثر فعالية ضد فيروسات الجهاز التنفسي.
وقال الدكتور فايشامبيان "من المهم أيضا أن تبقي يديك بعيدا عن وجهك.. فيروسات الجهاز التنفسي لا تصيب بشرتك، بل تصيب الأغشية المخاطية، أي العينين والأنف والفم".
وفي نهاية المطاف، إذا أراد المرء ارتداء الكمامات، فعليه قبل ذلك أن يفرك يديه بمطهر كحولي أو يغسل يديه بالماء والصابون لمدة 20 ثانية على الأقل.