قال وزير الصحة الفرنسي الجديد أوليفيه فيران، الثلاثاء، إن هناك "خطرا كبيرا" لأن يتحول انتشار فيروس كورونا الجديد إلى جائحة.
وقال فيران لإذاعة فرانس إنفو ردا على سؤال عن إمكانية تحول فيروس كورونا إلى جائحة: "هذا افتراض عملي وخطر كبير".
وأضاف أن فرنسا مستعدة للتعامل مع كل الاحتمالات ونظامها الصحي قوي ومجهز بما يكفي.
الجائحة
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، فالجائحة هي وباء جديد ينتشر على مستوى العالم.
وقسمت منظمة الصحة العالمية دورة حدوث الجوائح من خلال تصنيف من 6 مراحل، ليصف العملية التي من خلالها الفيروس الجديد من كونه مرض أُصيب به أفراد قلة، إلى نقطة تحوله إلى جائحة.
وتعني تصريحا الوزير الفرنسي ما يحدث مع فيروس يصاب به على الأغلب حيوانات، مع حالات قليلة لانتقال العدوى إلى الإنسان، يليها مرحلة انتقال المرض ما بين البشر من فرد إلى آخر مباشرة، ويتحول الأمر بالنهاية إلى جائحة مع انتشاره عالميا وضعف القدرة على السيطرة عليه، حتى نتمكن من إيقافه، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
ولا يصنف مرض ما على أنه جائحة بسبب انتشاره الواسع وقتله لكثير من الأفراد، وإنما لابد أن يكون مُعديا ويمكن انتقاله من شخص لآخر.
فمرض السرطان مثلا قد تسبب في وفاة الكثيرين حول العالم ولكنه ليس معديا أو منقولا بين الأفراد.
الطاعون الأسود
ومن أبرز الجوائح عبر التاريخ، جائحة الطاعون الأسود، في الفترة ما بين 1330 و1350، وقدر عدد المتوفين بسببه حول العالم بحوالي 75 مليون فردا.
وبعد 800 عام من الاندلاع الأول له، ظهر المرض مجددا في أوروبا، وانطلق المرض من آسيا ليصل لدول البحر المتوسط وغرب أوروبا في عام 1348، من خلال الجنود الايطاليين الهاربين من النزاع في شبه جزيرة القرم، وتسبب في وفاة ما يقدر بحوالي 20 إلى 30 مليون أوروبي في 6 سنوات، بما يعادل ثلث سكانها.
الإنفلونزا الإسبانية
الإنفلونزا الإسبانية، أو ما يسمى بجائحة أنفلونزا، بين أعوام 1918و1920، والتي أصيب بها 500 مليون فرد حول العالم، بما في ذلك قاطني جزر المحيط الهادي، والمنطقة القطبية الشمالية، وتسببت في وفاة ما بين 50 إلى 100 مليون شخص.
وأغلب اندلاعات الإنفلونزا تقتل بشكل غير متناسب الشباب واليافعين من صغار السن، والمسنين، مع نسب مرتفعة للنجاة بين البالغين بين الفئتين، ولكن الإنفلونزا الإسبانية تمركز أثرها في وفاة الشباب من صغار السن.
وقد تسببت هذه الإنفلونزا في وفاة أعداد، تزيد عما أحدثه الأفراد خلال الحرب العالمية الأولى.
مأساة الكوليرا
وانتشرت الكوليرا في القرن التاسع عشر، وتسببت في مقتل عشرات الملايين من الأفراد، حيث شهدت 7 جوائح في أوقات مختلفة.
وعلى الرغم من معرفة الكثير عن الآليات الكامنة وراء انتشار الكوليرا، إلا أن هذا لم يؤد إلى الفهم الكامل لتفشي الكوليرا في بعض الأماكن، دونا عن غيرها.
وتقدر الوفيات في الهند في الفترة الزمنية بين 1817 و1860، في الأوبئة الثلاثة الأولى من القرن التاسع عشر، بأكثر من 15 مليون شخص. كما تُوفي 23 مليون آخرون بين عامي 1865 و1917، خلال الأوبئة الثلاثة التالية. وقد تجاوزت حالات وفاة الكوليرا في الإمبراطورية الروسية خلال فترة زمنية مماثلة مليوني شخص.
الإيدز
ونشأ فيروس نقص المناعة المكتسبة في أفريقيا وانتقل منها عبر هايتي إلى الولايات المتحدة الأميركية في الفترة ما بين 1966 و1972.
ويصنف الإيدز كجائحة ذات معدل انتقال عدوى بنسبة تصل إلى 25 بالمئة في شمال وجنوب أفريقيا.
وفي عام 2006، وصلت نسبة انتشاره بين النساء الحوامل في جنوب أفريقيا إلى 29.1 بالمئة، ومن المحتمل وصول عدد ضحايا الإيدز إلى ما بين 90 و100 مليون شخصا في أفريقيا بحلول عام 2025.
وتزداد المخاوف يوما بعد يوم، بأن يكون فيروس كورونا المستجد، آخر جائحة تضرب بالعالم، مع تخطي حصيلة الوفيات الناجمة عن فيروس كورونا المستجد حاجز 1800 شخص في الصين.