كشفت دراسة حديثة في علم الهندسة الفضائية أن إرسال الحمام الزاجل عبر الثقوب السوداء هي وسيلة أكثر موثوقية من إرسال رسالة أو بيانات إلكترونية عبرها، إذ أن إرسال الرسائل أو البيانات داخل الثقوب السوداء قد يؤدي إلى تخفيض كتلتها وبالتالي إلى تدميرها بالكامل.
وأظهرت الدراسة، التي تولاها فريق بحثي بقيادة العالم فان لوفن، أنه وفي ظل ظروف معينة لا يمكن تمرير سوى كمية قليلة من المعلومات أو البيانات عبر الثقوب الدودية الموجودة نظريا داخل الثقوب السوداء. والثقب الدودي هو ممر نظري موجود في الزمكان، وبإمكانه خلق طرق مختصرة لرحلات طويلة زمانا ومكانا عبر الكون أو الأكوان المختلفة.
وخلص الفريق العلمي إلى أن إرسال رسائل وبيانات عبر الثقوب الدودية من شأنه أن يغير من بنية الثقوب السوداء بحيث تخسر 30 بالمائة من كتلتها وتنخفض في الحجم في كل مرة، وبالتالي ستختفي الثقوب السوداء في نهاية المطاف، بحيث لا تحتفظ الرسالة في النهاية بأي معلومات.
إلا أن الفريق العلمي يأمل في أن يواصل في دراسة مجموعة واسعة من النظريات والقواعد، التي من الممكن أن تسمح في المستقبل بنقل المزيد من المعلومات عبر الثقوب السوداء ويعتقد العلماء في الوقت الراهن أن من غير المستحيل أن يتم تغيير بنية الثقوب الدودية والثقوب السوداء المتصلة نظرية تمامًا في المستقبل.
"فان لوفن يأمل بنقل كمية من المعلومات لا حصر لها عبر الثقوب الدودية دون المساس بكتلة الثقب الأسود وبالتالي تدميره نهائيا"
فان لوفن
واعتمدت الدراسة للثقوب السوداء اعتمادا على الهندسة الزمكانية وفقا لنظرية إينشتاين النسبية.
يذكر أن العالمين ألبرت إينشتاين وناثان روزن استخدما نظرية النسبية لاقتراح وجود "جسور" في نسيج الزمكان. وتعرف هذه المسارات بجسور إينشتاين-روزن أو الثقوب الدودية. وتصل هذه الثقوب بين نقطتين مختلفتين وموجودتين في الزمكان، مما يؤدي نظرياً إلى خلق طريق مختصر يُمكن أن يقلل من زمن السفر بين الأكوان المختلفة ومن المسافة أيضا عبر الثقوب السوداء.
وتعرف الثقوب السوداء بأنها موطن اللامعقول بشريا، حيث إن كتلة هذه الثقوب مضغوطة بقوة، تفوق غالبا مليون كتلة شمسية، بحيث من المستحيل على أي شيء الإفلات من قوة جاذبيتها، بما في ذلك الضوء. والثقوب السوداء لا تُرى، ولكنها تكشف عن نفسها من خلال المادة التي تبتلعها.
ورغم كتلتها الهائلة بشكل يفوق الخيال، فإنها صغيرة نسبيا، حيث إنه إذا افترضنا أن هناك ثقبا أسود يمتلك كتلة مثل كتلة الأرض، فإن حجمه لن يزيد عن حجم كنيسة.