بينما اجتاحت النيران كاتدرائية نوتردام التي تعود لمئات السنين، مهددة كنوزا تاريخية فرنسية لا تقدر بثمن، جاءت مساعدة حاسمة من مصدر غير متوقع، لتساهم بنسبة كبيرة في إخماد الحريق الضخم الذي اندلع الاثنين.

فقد تمكن "كولوسوس"، وهو روبوت يبلغ وزنه نحو 500 كيلوغرام ويشبه الدبابة، من المناورة "بحكمة" في أماكن خطيرة وصل إليها الحريق المروع واستعصت على رجال الإطفاء.

واستخدم الروبوت، الذي أنتجته شركة فرنسية تدعى "شارك روبوتكس"، مدفع مياه آليا، يطلق أكثر من 660 غالونا في الدقيقة على جدران للكاتدرائية.

الروبوت يضخ كميات هائلة من المياه

ووفقا للشركة، يبلغ عرض "كولوسوس" حوالي 75 سنتيمترا، وطوله حوالي 160 سنتيمترا، ويمكن تشغيله بواسطة ذراع تحكم على بعد ألف قدم تقريبا.

ونقلتت شبكة "فوكس نيوز" الأميركية عن قائد قوات الإطفاء في باريس جان كلود غاليت، قوله إنه "بفضل كولوسوس انخفضت درجات الحرارة داخل صحن الكاتدرائية القديم، وأنقذت حياة البشر" الذين كانوا يعملون على إطفاء النيران.

والروبوت البطولي مقاوم أيضا للإشعاع الحراري وللماء تماما، وفقا لـ"شارك روبوتكس".

"كولوسوس" داخل كاتدرائية نوتردام

أخبار ذات صلة

السلطات الفرنسية تكشف سببا محتملا لحريق كاتدرائية نوتردام

وحسبما جاء في موقع الشركة، يمكن للروبوت أن يعمل لمدة تصل إلى 8 ساعات بفضل بطاريته القوية، كما يمكن تزويد الروبوت بالكاميرات وأجهزة الاستشعار ومروحة لاستخراج الدخان.

وفقا للخبراء، تقوم بلدان أخرى أيضا بتطوير روبوتات للمساعدة في مكافحة الحرائق.

وقال نائب رئيس البحث والتطوير في "جنسن هيوز"، الشركة العالمية الرائدة في مجال السلامة والأمن والاستشارات الهندسية، براين لاتيمر، إن العمل في بيئات خطرة "مجرد جانب إيجابي واحد لعمل الروبوتات في إطفاء الحرائق، وأنه مع تحسن التكنولوجيا، فإن الروبوتات ستساعد بطرق أخرى".

وأضاف لاتيمر لصحيفة "واشنطن بوست" الأميركية: "في النهاية، سيكون لدينا فرق تعاونية من الروبوتات، في الجو وعلى الأرض، تعمل بشكل وثيق مع رجال الإطفاء، وتقلل من الخطر على حياة الإنسان".