نبهت دراسة جيولوجية، مؤخرا، إلى أن المجال المغناطيسي الذي يحمي كوكب الأرض من أشعة ضارة شهد تغيرات متسارعة خلال القرنين الأخيرين، مما ينذر بكوارث مستقبلية قد تكلف البشرية تريليونات من الدولارات.

وأوضحت الدراسة التي أجراها باحثون من جامعة أستراليا الوطنية، أن هذا التغير يجري بصورة سريعة فيما يفترض أن يتم التحول خلال آلاف السنين، وفق ما نقلت "ديلي ميل".

وبحسب علم الأرض (الجيولوجيا)، يمثل "القطب الشمالي المغناطيسي" (North Magnetic Pole) نقطة على سطح نصف الكرة الشمالي من الأرض، وفي هذه النقطة تحديدا يتجه المجال المغناطيسي للكوكب بشكل رأسي صوب الأسفل.

وتبعا لذلك، فإنه إذا تم تجريب إبرة البوصلة المغناطيسية وأتيح لها أن تدور حول محور أفقي فإنها سوف تشير إلى الأسفل بشكل تلقائي.

وحين يتحول هذا المجال المغناطيسي، حتى يصير القطب الشمالي جنوبيا ويصبح الجنوبي شماليا يحصل ضعف كبير في المجال المجال المغناطيسي.

ويؤدي هذا الضعف في المجال المغناطيسي إلى تسلل أكبر لأشعة الشمس الضارة صوب كوكبنا، كما أن عدة أنظمة للاتصال ستتأثر بدورها بالنظر إلى اعتمادها على البوصلة، حتى وإن كان ثمة استخدام متزايد في يومنا هذا لنظام تحديد المواقع بالانترنت "جي بي إس".

ويوضح الباحث في الجامعة الوطنية الأسترالية، أندريو روبرت، أن المجال المغناطيسي للأرض قد يضعف بنسبة 90 بالمئة خلال عملية التحول هذه.

ويرجح العلماء أن يكون آخر تحول من هذا القبيل قد وقع قبل 780 ألف سنة، لكن المجال المغناطيسي محيط بالكوكب منذ 3.45 مليار سنة على الأقل.

ومن التبعات المرتقبة لهذا التحول أن يلحق أضرارا كبيرة بالنظام الكهربائي الذي نعتمده على الأرض بسبب العواصف الشمسية التي ستتوالى من جراء ضعف المجال المغناطيسي.

ويوضح الباحثون أن هذا التحول ما يزال بعيدا، أي أنه من المستبعد أن نراه في وقت وشيك، حتى وإن كان العلم يواجه صعوبة في توقع حركة المجال المغناطيسي.