وضعت إدارة الكوارث والطوارئ التركية خطة لمواجهة كارثة طبيعية محتملة، قد تودي بحياة نحو 30 ألف شخص في إسطنبول.
ونقلت صحيفة "حرييت" عن رئيس قسم الزلازل التابع لإدارة الكوارث والطوارئ مورات نورلو، قوله إن "هناك سيناريو يشير إلى أن زلزالا قوته 7.6 درجة بمقياس ريختر على صدع الأناضول الشمالي في بحر مرمرة، قد يؤدي إلى مقتل ما بين 26 و30 ألف شخص"، دون أن يحدد موعدا تقريبيا للحدث المتوقع.
وتعد تركيا واحدة من أكثر المناطق المعرضة للزلازل في العالم، حيث تقع إسطنبول بالقرب من خط صدع كبير.
وفي حديثه في ورشة عمل شارك في تنظيمها إدارة الكوارث والطوارئ وبلدي إسطنبول، الأربعاء، قال نورلو إن الإدراة أعدت خطة طوارئ للزلازل في إسطنبول.
وأوضح أنه "من الضروري في إدارة الكوارث والأزمات أن نكون مستعدين للأسوأ".
ووفقا للسيناريو المخيف في إسطنبول وحدها، فإن زلزالا بهذه القوة قد يؤدي إلى تدمير 44 ألف مبنى، وإصابة نحو 60 ألفا، وسيترك حوالي 2.4 مليون شخص بلا مأوى.
كما حذر الخبير من احتمال حدوث تسونامي في أعقاب الزلزال.
وقال إن"المؤسسات العامة والبلديات وإدارة الكوارث تستعد جميعها للزلزال"، مشيرا إلى التخطيط لإعداد 150 ألف ملجأ مؤقت للمواطنين.
وتوقع الخبير في مركز أبحاث العلوم الطبيعية بجامعة "يلدز" التقنية شوكرو إيرسوي، أن تصل قوة الزلزال إلى 7.7 درجة على مقياس ريختر.
وذكر أن "هناك عدد من خطوط الصدع في تركيا يمكن أن تؤدي إلى هزات عنيفة. ومع ذلك، ونظرا إلى عدد سكانها الكبير، وعدد المباني في المنطقة، وحقيقة كونها المركز المالي للبلاد، فإن منطقة مرمرة تحت الأضواء بشكل خاص".
وأضاف: "لهذا السبب يجب اعتبار الزلزال في منطقة مرمرة قضية أمن قومي".
وتحدث مرصد كانديلي التابع لجامعة "بوزيزي" في إسطنبول، عن أكثر من 5 آلاف زلزال في تركيا هذا العام، وفقا لوكالة الأناضول التابعة للدولة.
ويقيس المرصد، الذي يراقب الأنشطة الزلزالية عبر شبكة من 240 محطة، نحو 10 آلاف زلزال في تركيا كل عام.
وجاءت تحذيرات الخبراء قبل أيام فقط من الذكرى التاسعة عشرة لزلزال مرمرة الذي وقع في 17 أغسطس 1999، وهو أسوأ كارثة زلزالية في تاريخ تركيا الحديث.
وبلغت قوة الزلزال 7.5 درجة على مقياس ريختر، وأصاب أكثر المناطق الصناعية كثافة سكانية في البلاد، مما أسفر عن مقتل ما يزيد عن 17 ألف شخص.
وتضرر أكثر من 285 ألف مبنى وتشرد 600 ألف شخص بعد الزلزال الذي دام 45 ثانية، مما خلف أضرارا اقتصادية واجتماعية استغرقت سنوات قبل التعافي.