دارت العديد من الأساطير بشأن الخسوف الكلي للقمر، والذي يعرف لدى البعض بـ"قمر الدم"، الذي ألهم المخيلات في عدد من الثقافات وتراوح تأثيره بين الرعب والتشاؤم أو النبوءات.

ويشهد العالم ليل الجمعة السبت أطول خسوف كلي للقمر في القرن الواحد والعشرين، حيث سيكون العالم العربي من أفضل مناطق العالم لمشاهدة الظاهرة الفلكية.

وستبلغ مدة الخسوف الكلي ساعة و 42 دقيقة و 57 ثانية، وهي فترة جيدة بالنسبة لعشاق الفلك، لا سيما أنها تأتي في فصل الصيف الذي تقل فيه الغيوم.

وعلى الرغم من الأسباب العلمية البحتة لحدوث ظاهرة الخسوف القمري، فإن ما يلي أبرز الخرافات بشأنه:

ابتلعه حوت

وسردت حكايات "الفلكلور الشعبي" العربي أساطير متشابهة في بلدان عدة بشأن ظاهرة الخسوف الكلي للقمر.

فساد اعتقاد قديم بأن حوتا قام بابتلاع القمر وهو ما أعطاه المظهر الأحمر، فيما يعرف بالقمر المخنوق.

وشكلت الظاهرة مناسبة اجتماعية يتحدث حولها الناس، فيما يخرج الرجال والأطفال، بينما تعتلي النساء أسطح المنازل ليشاهدوا الظاهرة وهم يطرقون الأواني النحاسية من أجل إبعاد الوحش أو الحوت عن القمر.


أسطورة أمريكا الجنوبية

الخسوف القمري كان مدعاة للتشاؤم لدى شعوب الإنكا، وقد كانوا يعتقدون أن نمرا هاجم القمر محاولا التهامه.

وعاشت هذه الشعوب في حالة رعب من هذه الظاهرة، اعتقادا منها أن هذا النمر العملاق سيأتي إلى الأرض ويأكل البشر جميعا بعد الانتهاء من القمر.

وفي مواجهة ذلك، كانوا يقرعون الطبول ويحدثون ضوضاء كبيرة ويضربون الكلاب من أجل دفعها للنباح والعواء من أجل إخافة هذا النمر وإبعاده عن القمر.

أسطور الهنود الحمر

وفقا لقبيلة الهبا، التي سكنت شمال كاليفورنيا قديما، فإن للقمر 20 زوجة، والكثير من الحيوانات الأليفة، وهي على هيئة أسود جبلية وثعابية.

وعندما لا يوفر القمر لهم ما يكفي من الطعام، فإنهم يهاجمون سيدهم مما يجعله ينزف.

وتعتقد قبيلة لويزينو في جنوب كاليفورنيا أن القمر يمرض ويصبح أحمر، وهو ما يستدعي الصلوات من أجل أن يسترد عافيته.

الصينيون

لا يختلف الصينيون كثيرا عن المعتقدات التي سادت المنطقة العربية قديما، فقد كانوا يرون في الخسوف هجوما من حيوانات مفترسة على القمر الذي يتخذ اللون الأحمر غضبا من هذه الحيوانات.

كما كان يعتقد بعضهم أن التنين السماوي يهاجم القمر ويلتهمه، مما يدفع الناس إلى قرع الطبول والأجراس من أجل إجبار التنين على إخراج القمر من جوفه.

غضب إلهي

وفقا لبعض الأساطير الأفريقية، يعبر الخسوف الكلي للقمر عن غضب إلهي يستدعي الصلاة وتقديم القرابين.


نبؤة مخيفة

بعض الشعوب تخشى من ظاهرة الخسوف الكلي للقمر، لإنه يسبب تشوه الأجنة والمرض أو لأنه نبوءة هلاك الأرض عبر كارثة طبيعية.

خطر على ملك

في حضارة بابل في بلاد الرافدين، ربطت الخسوف الكلي للقمر بنهاية حكم الملك، لأن الشياطين تهاجم هذا الملك في هذه الفترة وتصيبه بلعنة قاتلة.

وبسبب التقدم الفلكي في هذه الحضارة، فقد كان علماءهم يعرفون مسبقا موعد هذه الظاهرة، لذا كانوا يخفون الملك من أجل حمايته ويستبدلونه برجل آخر يعاملونه معاملة الملك في هذا الوقت، في حين يتنكر الملك الحقيقي في صورة مواطن عادي حتى تنتهي الظاهرة ويعود مجددا إلى الحكم.