تمكن علماء من وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" من حساب سرعة اتساع الكون بدقة بالغة، على أمل أن يساعد هذا في فهم من أين جاء الكون وإلى أين يتجه، لكنهم توصلوا إلى نتائج غريبة للغاية.

واستخدم علماء ناسا مرصدين فلكيين لإجراء حساباتهم الدقيقة لمدى سرعة اتساع الكون، غير أن تلك الحسابات التي توصلوا إليها أدت إلى مزيد من الشكوك والإرباك، إذ يبدو أنهم توصلوا إلى أرقام غريبة أو "لخبطة" فيما يتعلق بطريقة اتساع الكون، وفقا لما نشرته صحفية إندبندنت البريطانية.

ويعتقد العلماء أن من شأن هذا الاكتشاف الجديد أن يكشف عن علم فيزياء جديد كليا يقف وراء سرعة اتساع الكون، مع العلم أن لدى العلماء فكرة عن مكان وجود الكون عند بداياته، وكذلك حساب سرعة اتساعه منذ ذلك الحين.

وقالت ناسا إن النتائج الغريبة ربما نجمت عن المادة المعتمة، أو أن الطاقة المعتمة أكثر غرابة مما كان يعتقد سابقا، أو أن هناك جزيئا جديدا غير معروف في النسيج الفضائي.

ولطالما حاول علماء الفلك العمل على حساب معدل اتساع الكون، المعروف أكثر بـ"معامل هابل" بأكبر دقة ممكنة.

واكتشاف مدى سرعة اتساع الكون بدقة منذ الانفجار العظيم قبل 13.8 مليار سنة قد يجيب على معظم الأسئلة الأساسية بشأن من أين جاء الكون؟ وإلى أين يتجه؟

على أي حال، بعد التوصل للنتائج المتضاربة، اعتقد العلماء في البداية أن الاختلاف أو "اللخبطة" ناجم عن خطأ في طرق الحساب التي اتبعوها لقياس "الثابت" أو "معامل هابل"، لكن بحثا جديدا كشف أن الأمر ليس كذلك، وأن الأمر يكمن في وجود شيء غير مكتشف وهذا الشيء هو الذي يغير طريقة اتساع الكون.

واعتمدت أبحاث ناسا الجديدة حول معدل اتساع الكون على بيانات جديدة من مرصد هابل الفلكي، التي جاءت متعارضة مع حسابات "مهمة بلانك" التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية.

وكانت حسابات مهمة بلانك قد حددت معامل هابل بأنه يساوي 67 كيلومترا في الثانية لكل ميغا فرسخ فلكي (3.3 مليون سنة ضوئية) وهذا يعني أن كل 3.3 مليون سنة ضوئية تسرع المجرات مبتعدة عن بعضها بسرعة 67 كيلومترا في الثانية.

غير أن الحسابات التي توصل إليها علماء ناسا تشير إلى أن هذه السرعة تصل إلى 73 كيلومترا في الثانية لكل ميغا فرسخ فلكي، مما يعني أن المجرات تبتعد عن بعضها بمعدل أسرع مما توصل إليه العلماء سابقا.

وقال عالم الفلك عضو فريق البحث الجديد، والحاصل على جائزة نوبل للفيزياء، أدم ريس، إنه تم التحقق من النتيجتين وكلاهما صحيحتان، أو لا يمكن استبعاد أي منهما والفرق بينهما لا يمكن اعتباره خطأ.

وأوضح أن "الطاقة المعتمة" (المعروف أنها وراء تسارع الكون) من بين أسباب الاختلاف بينهما وأنها ربما تعمل على تباعد المجرات عن بعضها  بقوة أكبر مما كان يعتقد سابقا، الأمر الذي يعني أن التسارع نفسه ربما لا يكون قيمة ثابتة في الكون وأنه يتغير مع الزمن.

ثمة فكرة أخرى مفادها أن الكون يحتوي على جزيئات جديدة من الذرة تنتقل بسرعة قريبة من سرعة الضوء، وأن هذه الجزيئات السريعة يطلق عليها اسم "الإشعاع المعتم" تشتمل على الجزيئات المعروف باسم "نيوتريون".

وشبه العالم الفيزيائي التفاوت بين النتائج بتوقع نمو طول طفل من خلال مخطط نمو ثم عندما يكبر فعلا فإن طوله يتجاوز الطول المتوقع.