قالت الشرطة البريطانية، الأربعاء، إنها تعتقد أن استخدام غاز الأعصاب "عمدا" لتسميم الجاسوس الروسي السابق سيرغي سكريبال وابنته، الأحد الماضي، مما أثار تساؤلات عن كيفية تكوين غاز الأعصاب، وسبب تفضيله لإطلاق هجمات.

ويعد غاز الأعصاب من الغازات السامة الأكثر خطورة، إذ يشل الجهاز العصبي وجميع وظائف الجسم. ويدخل الجسم من الفم أو الأنف عادة، ولكن يمكن أن يتسرب من العينين أو الجلد.

ويعود تاريخ غاز الأعصاب إلى ثلاثينيات القرن العشرين عندما طور علماء عسكريون مجموعة من الغازات السامة القوية للغاية التي اُستخدمت في عمليات اغتيال وهجمات إرهابية.

وكانت أشهر تلك الهجمات في 20 مارس 1995، حين هاجمت جماعة أوم شنريكيو المحظورة في اليابان مترو طوكيو، باستخدام غاز أعصاب السارين، مما أسفر عن مقتل 62 شخصا وإصابة 5 آلاف آخرين.

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، قالت وزارة الخارجية الأميركية إن الولايات المتحدة خلصت، من خلال تحرياتها، إلى أن بيونغيانغ استخدمت غاز الأعصاب (في إكس) لاغتيال الأخ غير الشقيق للزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون في ماليزيا عام 2017.

شاهد.. عملية اغتيال "أخ الزعيم"

وفي الحرب الأهلية السورية المستمرة منذ 7 سنوات، تتهم الولايات المتحدة الحكومة السورية باستخدام غاز الأعصاب (السارين) المحظور.

وإعداد غازات الأعصاب ليس عملية صعبة، لكنها تتطلب دقة شديدة لتأمين عملية خلط المواد. فالمواد الخام اللازمة لصناعة غاز الأعصاب غير مكلفة، ومن السهل الحصول عليها، ولكن نظرا لشدة خطورتها لابد من خلطها في مختبرات مخصصة.

وتشمل غازات الأعصاب 5 أنواع، وهي التابون GA وهو الأسهل صنعا، والسارين، والسومان، وفي إكس، وجي إف.

وفي المملكة المتحدة توصل علماء عسكريون لغاز الأعصاب (في إكس) في الخمسينيات من القرن الماضي، وهو غاز الأعصاب الأقوى والأكثر فتكا ويطلق عليه غاز الدمار الشامل.

ويمكن لغاز الأعصاب (في إكس) أن يتسرب من الجلد، ويشل الجهاز العصبي وجميع وظائف الجسم في غضون دقائق. ويمكن أيضا تحويله إلى بخار عن طريق تسخينه، وفي هذه الحالة يكون تأثيره فوري.

ويظل غاز الأعصاب (في إكس) على الملابس والأثاث والأرض لفترة طويلة، مما يعني سهولة اكتشافه في العينات التي تُجمع من مواقع الهجوم.