يطلق على الطائرات والصواريخ التي تزيد سرعتها على سرعة الصوت 5 مرات أو أكثر (+5 ماخ) بأنها فائقة السرعة، أي أن سرعتها تصل إلى 1715 مترا في الثانية أو أكثر، وهو ما يعادل 6174 كلم/ساعة.
وفئة الصواريخ المستقبلية فائقة السرعة تتميز بكونها أصغر حجما وموجهة ومصممة لحمل رؤوس حربية تقليدية أو نووية وسريعة، ويمكن إطلاقها من الطائرات أو الغواصات أو السفن الحربية.
ويبدو أن هذا النوع من الصواريخ نجم عنه سباق تسلح جديد بين 3 دول هي الولايات المتحدة والصين وروسيا، خصوصا وأن هذه الأسلحة تهدف إلى التفوق على أنظمة الدفاع الجوي المضادة للصواريخ التقليدية، ويمكنها أن تضرب في أي مكان في العالم، وأنها تستطيع تغيير اتجاهها أثناء التحليق ولا يمكن التنبؤ بمسارها كما هو الحال مع الصواريخ التقليدية.
ومؤخرا، خصصت وزارة الدفاع الأميركية 120 مليون دولار لتطوير تكنولوجيات اعتراض صواريخ المستقبل الفائقة السرعة.
وطلبت وكالة الدفاع الصاروخي الأميركية تخصيص مبلغ إضافي يصل إلى 75 مليون دولار للسنة المالية 2018، وذلك بعد الموافقة على ميزانية العام 2019 والمقدرة بحوالي 9.9 مليار دولار.
ومع أن الولايات المتحدة تعمل منذ سنوات على تطوير أسلحة فائقة السرعة، إذ يقول سلاح الجو الأميركي إن الصاروخ "إكس-15 إيه ويفرايدر" الذي اختبر عام 2012 يمكنه أن يحلق بسرعة 6 ماح، حوالي 7408 كلم/ساعة، إلا أن الصين وروسيا تتقدمان عليها في هذا المضمار.
فقد قال الأدميرال الأميركي هاري هاريس، رئيس قيادة منطقة الهادئ العسكرية، إن الصين متفوقة في هذا المجال، مضيفا أن على بلاده العمل من أجل مواجهة هذه القدرات الصينية وبناء قدرات هجومية خاصة.
أما الصين، فقد أجرت أول اختبار على مثل هذا السلاح في نوفمبر 2017، وذلك على المركبة المنزلقة أتش جي في" التي يمكن إطلاقها بواسطة الصاروخ الباليستي "دي إف 17"، التي تفوق سرعتها 10 أضعاف سرعة الصوت (12360 كلم/ساعة).
بل تشير تقارير إلى أن الصين أجرت 7 تجارب ناجحة على هذا النوع من الأسلحة.
وفي موسكو، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتن مؤخرا امتلاك بلاده لأسلحة فائقة السرعة، موضحا أنها توفر لمن يمتلكها ميزات كثيرة من حيث كونها تمثل قوة ضاربة شديدة التدمير، خصوصا وأنها في مأمن من الدفاعات الصاروخية والجوية المعاصرة.
ومن بين هذه الأسلحة التي تطرق إليها بوتن منظومة "كينجال" (الخنجر) وصاروخ "أفانغارد".
التقارير الغربية تحدثت عن سلاح روسي اسمه "زيركون" الذي تفوق سرعته سرعة الصوت بنحو 6 أضعاف (6115 كم/ساعة)، ما يجعله أسرع من أي منظومة دفاعي جوي مضادة للصواريخ على الإطلاق.