ربما لم تكن المرة الأولى التي يتهم فيها رئيس نادي الزمالك المصري "قوى خفية" بالتسبب في تعثر فريقه، فالرجل المثير للجدل له سوابق أقحم فيها كرة القدم إلى عالم الجن والعفاريت والشعوذة.

وبعد خسارة الفريق الأبيض أمام سموحة بثلاثية نظيفة في الدوري المحلي، الجمعة، قال منصور في تصريحات تلفزيونية إن "الجن منع لاعبيه من تسجيل الأهداف بعد الفرص الكثيرة التي أتيحت لهم".

واعتبر منصور أن لاعبي الزمالك كانوا في مواجهة "11 لاعبا من سموحة و11 لاعبا تحت الأرض"، ملقيا اللوم على "السحر".

وتصريحات المحامي المصري ذائع الصيت أعادت إلى الإذهان اتهامات أطلقها قبل سنوات بحق منافسيه باللجوء إلى السحر والشعوذة.

وذهب منصور إلى أبعد من ذلك، بتسمية "عفريت" يساعد غريمه التقليدي الأهلي، واسمه "جامايكا" على حد زعمه.

وبصرف النظر عن مصداقية وتأثير القوى الخفية من سحر وشعوذة وخلافه في كرة القدم، فإن طلب المدد من "العالم السفلي" واقع في عالم "الساحرة المستديرة" له أدلة وشواهد.

وفي عام 2015 أثار لاعبو فريق زامورا الفنزويلي دهشة المتابعين باحتفالهم بالكرة، بعد تسجيل هدف في الدوري المحلي، إذ نجحوا في تعليق الكرة في الهواء بين أيديهم دون أن يلمسها أحد، في واقعة يصعب تفسيرها.

وتساءلت مواقع إلكترونية عما إذا كان اللاعب صاحب "التعويذة" التي علقت الكرة في الهواء، ساحرا حقيقيا، أم أن الأمر لا يعدو كونه خداعا بصريا التقطته عدسات الكاميرا.

اللقطة التي انتشرت بشكل سريع وقتها على الإنترنت، لم تكن الأولى التي تربط بين كرة القدم من جهة، وعالم السحر والشعوذة من جهة أخرى.

في أفريقيا

وتزخر ملاعب القارة الأفريقية باعترافات وأدلة على لجوء لاعبين أو مدربين أو حتى مسؤولين رياضيين، إلى السحرة قبل مبارياتهم المهمة، لجلب الحظ إلى فرقهم أو تعطيل مسيرة المنافسين، مما يعكس المكانة العالية التي يحظى بها الدجل في كرة القدم.

ولا ينسى لاعبو منتخب مصر لقطة شهيرة قبيل مباراة ضد مضيفه منتخب النيجر في تصفيات أمم أفريقيا 2012، حيث فوجئوا بشخصين يرتديان ملابس غريبة يجران "عنزة" أثناء نزول الفريقين إلى أرض الملعب، وهو ما فسر وقتها على لجوء صاحب الملعب إلى السحر.

ورأى المغاربة أيضا مشاهد مماثلة في منافساتهم بالقارة السمراء، فأثناء مباراة للرجاء البيضاوي وضيفه هوريا كوناكري الغيني في دوري أبطال أفريقيا عام 2014، التقطت الكاميرات حارس الضيوف يرش مسحوقا مجهولا على خط مرماه.

وقبل نحو 5 أعوام، اعترف الصربي غوران ستيفانوفيتش المدير الفني السابق لمنتخب غانا، بأن بعض لاعبي "النجوم السوداء" طرقوا أبواب السحرة خلال كأس الأمم الأفريقية عام 2012، وطالب الرجل بـ"تغيير عقليات اللاعبين الأفارقة"، الذين يلجأون لما سماه "السحر الأسود" طلبا للمدد من عالم خفي، أو لزعزعة الفريق المنافس.

وفي أكثر من نسخة للبطولة ذاتها، يتم الكشف عن دفن "أعمال" أو تمائم في ملاعب كرة القدم، أو سكب بعض السوائل التي يعتقد أنها تجلب الحظ، وتسعى الشرطة المحلية عادة إلى احتواء هذه المواقف قبل أن تصل إلى وسائل الإعلام لكنها كثيرا ما تفشل.

ولم يسلم الأوروبيون أيضا من اتهامات الاعتماد على الشعوذة في كرة القدم، ولعل أشهر الأمثلة تتعلق بجيوفاني تراباتوني المدير الفني المخضرم ومدرب منتخب إيطاليا سابقا.

فخلال مباراة المنتخب الأزرق أمام نظيره الكرواتي شوهد "ترابا" يخرج زجاجة صغيرة من جيبه، ويسكب منها سائلا مجهولا على الأرض قبيل تسديد نجم المنتخب آنذاك فرانشيسكو توتّي لركلة حرة.